دخلت الاشتباكات في العاصمة الليبية طرابلس مرحلة غير مسبوقة من التصعيد، بعد إعلان إصابة محمود حمزة، آمر اللواء 444 قتال التابع لحكومة الوحدة الوطنية المؤقتة، بجروح بالغة، نُقل على إثرها إلى مصحة العافية في قصر بن غشير، حيث وصفت حالته بـ”الحرجة”، بحسب مصادر لـ المنشر الاخباري.
وجاءت إصابة حمزة خلال مواجهات عنيفة اندلعت بعد سيطرة قوات جهاز الردع على معسكر التكبالي، الذي يُعد المقر الرئيسي للواء 444، إثر هجوم مدعوم بطائرات مسيّرة.
وقالت المصادر الليبية إن المواجهات أسفرت عن مقتل القيادي الميداني ناجي السيد، أحد أبرز قادة اللواء، في ضربة أفقدت القوة توازنها العسكري بشكل سريع، وسط تقارير عن انسحاب واسع لقوات مصراتة المتحالفة مع اللواء، وعودة الكثير منها إلى داخل المدينة.
محمود حمزة مدير الاستخبارات العسكرية، هل يكرر تجربة الجولاني في ليبيا؟
اشتباكات دامية في طرابلس بين اللواء 444 وجهاز الردع والمنطقة الغربية تحتشد
تفكك ميداني لقوات 444 وسط تقدم قوات الردع
وشهدت منطقة قصر بن غشير انهيارًا شبه كامل لقوات اللواء 444، تزامنًا مع انسحابها من طريق السكة والهاني، ما أفسح المجال أمام قوات الردع والقضائية لفرض سيطرتها على مقر وزارة الخارجية وعدد من المفاصل الأمنية جنوب العاصمة.
في المقابل، أطلقت قوات الردع، بدعم من الزاوية، ورشفانة، ومعمر الضاوي، هجومًا واسعًا على محاور الخلة، السراج، وكوبري الغيران، وسط احتشاد أكثر من 1500 آلية عسكرية تابعة للمنطقة الغربية لدعم الردع فيما وُصف بـ”التحام شامل ضد التهديدات المسلحة”.
طائرات مسيّرة تدخل المعركة.. والوضع الإنساني يتدهور
شهدت المعارك تطورًا خطيرًا مع دخول الطيران المسيّر التابع لجهاز الردع على خط الاشتباك، في عمليات استهدفت مواقع حساسة تابعة للواء 444، وخاصة معسكر التكبالي ومحيطه. وسمعت أصوات اشتباكات وانفجارات عنيفة قرب منطقة الاستراحة الحمراء في الخلة، ما أثار ذعرًا واسعًا بين السكان.
غنيوة الككلي.. قصة صعود وسقوط في فوضى ليبيا
حكومة الدبيبة تعلن “نجاح عملية عسكرية” بعد مقتل الككلي في طرابلس ودعوات أممية للهدوء
وفي ظل غياب أي إعلان رسمي عن وقف لإطلاق النار، تتواصل الاشتباكات في أغلب محاور العاصمة، حيث طالت أضرارها منازل المواطنين وممتلكاتهم، وسط تحذيرات من أن ما يجري “قد يكون مقدمة لحرب أوسع”.
دعم سياسي وقبلي واسع لجهاز الردع
في سياق متصل، أعلنت مكونات المنطقة الغربية الاجتماعية والعسكرية عن دعمها الكامل لجهاز الردع، معتبرة أن أي مساس بأمن طرابلس “خط أحمر”، ومؤكدة رفضها لمحاولات السيطرة على العاصمة أو فرض أمر واقع بالقوة، كما طالبت بوقف فوري للحرب و”رحيل حكومة الدبيبة” في حال استمرار الفوضى.
خلفية التوتر: فشل تسليم المقرات وتفجير الهدنة
تعود شرارة الاشتباكات إلى تراجع جهاز الردع والأمن القضائي عن اتفاق سابق يقضي بتسليم مقرات أمنية لإدارة الاستخبارات العسكرية، وهو الاتفاق الذي تم التوصل إليه عبر قائد الردع أسامة انجيم.
لكن، وأثناء انسحاب شكلي، عادت قوات الردع لفتح النار على قوات اللواء 444 وقوة الاستخبارات، ما فجّر الوضع.
ورغم عدم دخول قوات الزنتان، الكتيبة 166، والكتيبة 111 في المعركة بشكل فعلي حتى الآن، إلا أن توقعات ميدانية تشير إلى احتمال اتساع دائرة المواجهة خلال الساعات القادمة، وتحول طرابلس إلى ساحة صراع شامل.
دعوات للبقاء في المنازل وتحذيرات من تصعيد وشيك
تزامنًا مع حالة الانفلات الأمني، أُطلقت دعوات واسعة للسكان بالبقاء في منازلهم، وتوخي أقصى درجات الحذر، مع تحذيرات من أن “الحرب الحقيقية لم تبدأ بعد”، وأن من “يمتلك زمام المبادرة لم يطلق المعركة الشاملة بعد”.










