قال مسؤولون عسكريون إسرائيليون إن التصعيد العسكري الواسع الذي يشهده قطاع غزة خلال الساعات الماضية يأتي ضمن استعدادات جيش الاحتلال لتنفيذ عملية برية موسعة محتملة، تحت اسم “عربات جدعون”، تشمل دخول القوات البرية والمدرعات إلى مناطق متعددة من القطاع.
وبحسب ما نقلته صحيفة “يديعوت أحرونوت” العبرية صباح اليوم الجمعة، فإن القصف الجوي المكثف يأتي وفق خطط عسكرية وافقت عليها القيادة السياسية الإسرائيلية، ويهدف إلى تمهيد الطريق أمام التوغل البري، عبر ضرب “أصول استراتيجية” تابعة لحركة حماس.
وأوضح المسؤولون العسكريون أن الهجمات الجوية الواسعة لا تهدف فقط إلى تدمير قدرات حماس، بل “تسهم في توفير غطاء مباشر للقوات التي قد تدخل ميدانيا خلال المرحلة المقبلة”.
127 شهيدا خلال 24 ساعة ومجازر مستمرة
في اليوم الستين من عودة الحرب، واصلت طائرات الاحتلال قصفها المكثف لمناطق متفرقة في قطاع غزة، مخلفة 127 شهيدا منذ فجر الخميس، وفق ما أعلنت وزارة الصحة في غزة. وارتقى سبعة شهداء من عائلة الأغا في قصف عنيف استهدف منزلهم في منطقة القرارة شمال شرق خان يونس.
كما استهدف الاحتلال خيمة في منطقة المواصي، ما أدى إلى وقوع عدد من الإصابات بين المدنيين.
وأكدت وزارة الصحة أن 82 شهيدا، بينهم خمسة انتشال من تحت الأنقاض، و152 إصابة، وصلوا إلى مشافي القطاع خلال 24 ساعة الماضية.
وبذلك، ترتفع حصيلة العدوان الإسرائيلي منذ 7 أكتوبر 2023 إلى 53,010 شهيدا و119,998 مصابا، في حين بلغ عدد الضحايا منذ استئناف الحرب في 18 مارس الماضي 2,876 شهيدا و7,957 إصابة.
تعثر في المفاوضات رغم الجهود الأمريكية
من جانب آخر، أفادت هيئة البث الإسرائيلية بعدم وجود أي انفراجة تذكر في مفاوضات التهدئة الجارية في العاصمة القطرية الدوحة، رغم الضغط المتزايد الذي تمارسه الإدارة الأمريكية على الأطراف المعنية.
وأكدت المصادر أن الحكومة الإسرائيلية تدرس حاليا تقليص خططها العسكرية في قطاع غزة، في محاولة لإعطاء فرصة إضافية لمسار التفاوض. ومع ذلك، لم تبد الأطراف تقدما حقيقيا، ما يبقي الأوضاع في حالة توتر شديد مع احتمالات مفتوحة للتصعيد.
سياق سياسي وعسكري مفتوح
وتأتي هذه التطورات بينما تسعى الولايات المتحدة، إلى جانب قطر ومصر، لإحياء المفاوضات المتعثرة، في وقت يرى فيه مراقبون أن الاستعداد الإسرائيلي لاجتياح بري يهدف جزئيا إلى ممارسة ضغط ميداني على حركة حماس لدفعها إلى تقديم تنازلات في مسار التفاوض.
وفي ظل انسداد الأفق السياسي واستمرار الهجمات، تبقى الأوضاع الإنسانية في قطاع غزة تتفاقم بشكل مأساوي، فيما تحذر منظمات دولية من كارثة وشيكة إذا لم تبذل جهود جادة لإيقاف الحرب والتوصل إلى تهدئة دائمة.










