أثار إعلان دعائي جديد أطلقته إحدى شركات الاتصالات الراعية للنادي الأهلي المصري، جدلا واسعا في الأوساط الرياضية والجماهيرية، بعد أن تضمن مشاهد اعتبرها جمهور نادي الزمالك ومسؤولوه “تلميحات مسيئة” و”تحقيرية” بحق النادي الأبيض وجماهيره، مما دفع إدارة الزمالك إلى تقديم بلاغ رسمي إلى النائب العام.
خلفية الأزمة
الإعلان الذي نشر مساء السبت، بالتزامن مع فوز الأهلي على البنك الأهلي (2-1) في الدوري المصري، جاء ضمن حملة دعائية احتفالية تروج للنادي الأهلي بوصفه أحد أعرق الأندية في المنطقة، إلا أن بعض اللقطات أثارت حفيظة جماهير الزمالك، أبرزها ظهور شخص في حالة هستيرية مرتديا زيا أبيضا مقلوبا، يتم اقتياده إلى سيارة إسعاف بيضاء تحمل خطين باللون الأحمر، ما اعتبره الكثيرون تشبيها مسيئا لمشجع زملكاوي.
وتزامن ذلك مع ظهور عدد من لاعبي الأهلي في الإعلان، من بينهم: أشرف بن شرقي، إمام عاشور، محمد مجدي “أفشة”، محمد هاني، ياسر إبراهيم، طاهر محمد طاهر، وأشرف داري، في مشاهد احتفالية مرافقة لأغنية دعائية جاء في كلماتها:
“الأهلي حالة أحب غيره ده استحالة… هو أنتوا لسه شوفتوا حاجة؟”
بلاغ رسمي من الزمالك
أعلن نادي الزمالك عبر بيان رسمي تقديم بلاغ إلى النائب العام ضد شركة الاتصالات، متهما الإعلان بأنه “مليء بالإيحاءات المسيئة التي تغذي الفتنة والتعصب الرياضي”. وأكد النادي أن المشاهد لا يمكن فصلها عن دلالات القميص الأبيض والخطين الأحمرين، وهي رموز متعارف عليها بأنها تخص الزمالك.
رد فعل إدارة الأهلي
في المقابل، علق محمد الجارحي، عضو مجلس إدارة النادي الأهلي، على الانتقادات المثارة حول الإعلان عبر حسابه في “فيسبوك”، قائلا:
“إعلان حلو أوي.. كفاية حساسيات مش موجودة على أرض الواقع.. ما هي العربية هو ده لونها في العالم كله.. حتى اسأل جوجل.”
تصريحه أثار جدلا إضافيا، واعتبره البعض استخفافا بمشاعر جمهور الزمالك وتجاهلا لخطورة التلميحات التي تسببت في حالة احتقان واضحة بين جمهور القطبين.
سحب الإعلان
وسط تصاعد الأزمة، قامت شركة الاتصالات بسحب الإعلان من جميع منصاتها الرسمية، دون إصدار بيان رسمي حتى لحظة إعداد التقرير، سواء للاعتذار أو التوضيح أو نية إعادة طرح نسخة معدلة من الإعلان.
الرأي العام وردود الفعل
أحدث الإعلان موجة من الغضب على مواقع التواصل الاجتماعي، وتصدر وسم #إعلان_اتصالات قوائم الترند في مصر، حيث طالب كثيرون بضرورة ضبط معايير المحتوى الدعائي المرتبط بالرياضة، مؤكدين أن أي عمل موجه إلى الجمهور لا يجب أن يسخر من فئة أو يتضمن رسائل استهزائية أو تحريضية، حتى وإن كانت رمزية أو غير مباشرة.
دعوات للتهدئة
وفي ظل تصاعد اللهجة الجماهيرية، دعا عدد من الرياضيين والإعلاميين إلى احتواء الأزمة وعدم الانجرار خلف الفتنة، مطالبين الأطراف المعنية – الناديين والشركة المعلنة – بضرورة اعتماد خطاب مسؤول يعزز الروح الرياضية، خاصة في ظل الأوضاع المتوترة داخل الساحة الرياضية المصرية.
رغم أن الإعلان لم يشر إلى نادي الزمالك صراحة، إلا أن التركيبة البصرية والمحتوى الرمزي قرئ من قبل قطاع واسع من الجماهير على أنه إساءة ضمنية، وهو ما دفع إلى تدخل قانوني من نادي الزمالك واستجابة فورية من الشركة بحذف الإعلان. الأزمة فتحت من جديد نقاشا واسعا حول حدود التعبير الدعائي في المجال الرياضي، والفرق بين الترويج والانزلاق إلى التلميح المثير للانقسام.










