شهدت العلاقات التجارية بين أفغانستان وباكستان قفزة نوعية خلال شهر أبريل 2025، حيث ارتفع حجم التبادل التجاري بين البلدين بنسبة 23 في المئة ليصل إلى 119 مليون دولار، مقارنة بـ97 مليون دولار في مارس الماضي، في مؤشر جديد على تسارع وتيرة النشاط الاقتصادي الأفغاني منذ عودة طالبان وانسحاب القوات الأمريكية.
تفاصيل النمو التجاري
بلغت صادرات باكستان إلى أفغانستان 87 مليون دولار في أبريل، بزيادة 21 في المئة عن مارس.
ارتفعت واردات باكستان من أفغانستان بنسبة 28 في المئة لتصل إلى 32 مليون دولار.
إجمالاً، حقق التبادل التجاري بين البلدين نمواً شهرياً لافتاً، رغم تباطؤ النمو على أساس سنوي، حيث ارتفع إجمالي التجارة بنسبة 3 في المئة فقط مقارنة بأبريل 2024.
خلفية: الاقتصاد الأفغاني بعد عودة طالبان
منذ سيطرة طالبان على الحكم في أغسطس 2021 وانسحاب الولايات المتحدة، شهد الاقتصاد الأفغاني تحديات كبيرة، خاصة مع تراجع المساعدات الدولية. ومع ذلك، تشير تقارير البنك الدولي إلى أن الاقتصاد الأفغاني سجل نمواً بنسبة 2.5 في المئة خلال عامي 2024 و2025، مدفوعاً بتحسن في قطاعات الزراعة والتعدين والبناء والتجارة.
ورغم هذا التحسن، لا يزال الاقتصاد يواجه تحديات كبيرة مثل اتساع العجز التجاري، وارتفاع معدلات الفقر والبطالة، واستمرار القيود على مشاركة المرأة في سوق العمل. كما أن النمو الاقتصادي الحالي لا يواكب معدلات النمو السكاني، ما يهدد بتراجع نصيب الفرد من الدخل.
أهمية باكستان كشريك تجاري
تعد باكستان الشريك التجاري الأول لأفغانستان، حيث تستحوذ على نحو نصف صادراتها، تليها الهند وروسيا. وتتنوع الصادرات الأفغانية بين السجاد والفواكه المجففة والنباتات الطبية، في حين تعتمد أفغانستان على استيراد العديد من السلع الأساسية من باكستان.
مشاريع مستقبلية لتعزيز الاقتصاد
إلى جانب النمو في التجارة الثنائية، تعمل أفغانستان على تطوير مشاريع بنية تحتية كبرى مثل مشروع خط أنابيب الغاز تابي الذي يتوقع أن يدر على البلاد عوائد سنوية تصل إلى 450 مليون دولار، إضافة إلى تعزيز الربط السككي مع الدول المجاورة.
خلاصة
تعكس القفزة الأخيرة في التبادل التجاري بين أفغانستان وباكستان عودة تدريجية للروح الاقتصادية في أفغانستان، مدفوعة باستقرار نسبي وسياسات جديدة بعد انسحاب الولايات المتحدة وعودة طالبان. ورغم التحديات البنيوية، فإن استمرار نمو التجارة الإقليمية ومشاريع البنية التحتية الكبرى قد يشكلان حجر الأساس لتعافي الاقتصاد الأفغاني في السنوات المقبلة.








