شهدت العلاقة بين الفصائل الفلسطينية وسوريا توتراً ملحوظاً في الأسابيع الأخيرة، بعد أن قامت السلطات السورية بتنفيذ حملة أمنية شملت اعتقال قياديين فلسطينيين في دمشق ومصادرة ممتلكات تعود لفصائل بارزة، منها مقار ومعسكرات تدريب وسيارات ومنازل شخصية.
وتؤكد مصادر مطلعة أن من بين المعتقلين قيادات من حركة الجهاد الإسلامي، بينهم خالد خالد، وأبو علي ياسر، وذلك في أعقاب زيارة الرئيس الفلسطيني محمود عباس إلى سوريا ولقائه بالرئيس السوري أحمد الشرع. وتأتي هذه الخطوات في سياق ما وصف بأنه إعادة ترتيب الوجود الفلسطيني في سوريا، في ظل ضغوط دولية، أبرزها الضغط الأمريكي لتقليص نفوذ الفصائل المسلحة داخل الأراضي السورية.
وقد دفعت هذه الإجراءات العديد من قادة الفصائل الفلسطينية إلى مغادرة سوريا، في وقت تشهد فيه العلاقات السورية الفلسطينية مرحلة غير مسبوقة من التوتر، ما يعكس تحولاً في السياسة السورية تجاه فصائل المقاومة الفلسطينية بعد سنوات من الدعم.
في المقابل، طالبت حركة الجهاد الإسلامي بالإفراج عن قياداتها المعتقلين في سوريا، معتبرةً أن ما جرى يشكل سابقة خطيرة في العلاقة مع دمشق. ويخشى مراقبون من أن تؤدي هذه الإجراءات إلى إضعاف الفصائل الفلسطينية في سوريا، خاصة مع تصاعد الحديث عن صفقات سياسية بين النظام السوري وبعض القوى الدولية تشمل ملفات أمنية تتعلق بـالفصائل المسلحة الفلسطينية.










