لا يزال الغموض يحيط بموعد بدء عمل “مؤسسة غزة الإنسانية”، المدعومة من الولايات المتحدة، والمسؤولة عن توزيع المساعدات الغذائية في قطاع غزة، رغم الإعلان عن جاهزيتها منذ أيام.
فبعدما كان من المفترض أن تبدأ عملياتها يوم السبت، تأجل الموعد إلى الأحد، ثم أرجئ مجددا بسبب مشاكل لوجستية في مراكز التوزيع، التي لم تجهز بالكامل بعد.
ويأتي هذا التأخير في وقت تتصاعد فيه الأزمة الإنسانية في القطاع، نتيجة الحصار الإسرائيلي المستمر ومنع دخول الوقود والمساعدات، بالتزامن مع غارات جوية مكثفة أدت إلى تفاقم الوضع المعيشي لسكان غزة، ووسط تحذيرات متزايدة من خطر المجاعة.
ورغم إعلان المؤسسة عن إنشاء ثلاث نقاط توزيع في رفح جنوب القطاع، بين محوري موراغ وصلاح الدين، ونقطة رابعة بين محور نتساريم ومخيمات وسط القطاع، إلا أن التوزيع الفعلي للمساعدات لم يبدأ بعد، ما يزيد من معاناة مئات الآلاف من المدنيين المحتاجين.
في غضون ذلك، يواصل الاحتلال الإسرائيلي عدوانه على القطاع لليوم الـ69 على التوالي، مع تصعيد العمليات العسكرية البرية.
وأكدت وزارة الصحة الفلسطينية استشهاد 52 شخصا خلال الساعات الأربع والعشرين الماضية، في حين ارتفع عدد الشهداء منذ بدء العدوان في 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023 إلى 53,901، وبلغ عدد الجرحى 122,593، في ظل ما تصفه الجهات الفلسطينية بـ”حرب إبادة ممنهجة”.
وفي أحدث التطورات الميدانية، استشهد ما لا يقل عن 19 فلسطينيا منذ فجر الأحد، جراء غارات إسرائيلية استهدفت مناطق متفرقة في القطاع.
وأسفر قصف على منزل عائلة دكة في جباليا النزلة عن استشهاد سبعة أشخاص، من بينهم الصحفي حسان مجدي أبو وردة وأفراد من عائلته.
كما أسفر قصف على خيمة للنازحين في النصيرات عن استشهاد امرأة حامل، فيما قتل خمسة أفراد من عائلة واحدة في دير البلح بعد قصف استهدف خيمتهم.
وفي السياق العسكري، أفادت هيئة البث الإسرائيلية بأن الجيش أدخل جميع ألوية المشاة والمدرعات النظامية إلى داخل قطاع غزة، ما يشير إلى نية لتوسيع العمليات البرية، في خطوة تعكس استمرار التصعيد وتضييق الخناق على المدنيين في ظل ظروف إنسانية متدهورة.
ويستمر المجتمع الدولي في مراقبة تطورات الأوضاع، بينما تتزايد الدعوات لوقف فوري لإطلاق النار وتسهيل دخول المساعدات الإنسانية دون عوائق.











