طالبت الصين، الجمعة، الولايات المتحدة بالتوقف عن بيع الأسلحة إلى تايوان، محذّرة من أن استمرار واشنطن في هذه السياسة قد يؤدي إلى زيادة التوترات في مضيق تايوان، ويهدد الاستقرار الإقليمي.
جاء ذلك في تصريحات أدلى بها المتحدث باسم وزارة الخارجية الصينية، لين جيان، خلال مؤتمر صحافي في بكين، قال فيها إن بلاده “تعارض بشدة” مبيعات الأسلحة الأمريكية لتايبيه، داعياً الولايات المتحدة إلى الالتزام بمبدأ “الصين الواحدة”.
وقال جيان: “نحضّ الولايات المتحدة على التوقف فوراً عن بيع الأسلحة إلى تايوان، والكف عن خلق عوامل جديدة من شأنها أن تؤدي إلى توترات في مضيق تايوان”.
واشنطن ترفع وتيرة دعمها العسكري
وكانت رويترز قد نقلت عن مسؤولين أميركيين قولهم إن واشنطن تعتزم زيادة صادرات الأسلحة إلى تايوان إلى مستويات تفوق تلك التي تمّت خلال الولاية الأولى للرئيس السابق دونالد ترمب، والتي بلغت حينها 18.3 مليار دولار، في مقابل 8.4 مليار دولار خلال ولاية الرئيس جو بايدن.
ويأتي هذا التحرك في ظل محاولات أمريكية لطمأنة الحلفاء في آسيا بشأن التزامها تجاه تايوان، وسط تصاعد التوترات مع بكين. ووفقاً للمسؤولين، فإن إدارة ترمب المقبلة في حال فوزه، ستسعى إلى “تعزيز الردع القوي” ضد الصين.
وأشارا إلى أن واشنطن تضغط كذلك على أحزاب المعارضة في تايوان، لعدم الوقوف في طريق الحكومة التايوانية في مسعاها لرفع الإنفاق الدفاعي إلى 3% من الموازنة العامة.
الصين تكثّف ضغوطها العسكرية
وفي المقابل، كثفت الصين من أنشطتها العسكرية حول تايوان، التي تعتبرها جزءاً لا يتجزأ من أراضيها. وأفادت وزارة الدفاع التايوانية أن الطائرات الصينية اخترقت منطقة تحديد الدفاع الجوي للجزيرة أكثر من 245 مرة شهرياً خلال الفترة الأخيرة، مقارنة بأقل من 10 مرات شهرياً قبل خمس سنوات.
كما أشارت الوزارة إلى أن الطائرات الصينية تعبر الخط الأوسط في مضيق تايوان – وهو خط غير رسمي يفصل بين الجانبين – نحو 120 مرة شهرياً، في ما وصفه مراقبون بأنه “محاولة لمحو الخط فعلياً”.
غموض استراتيجي
ورغم عدم وجود علاقات دبلوماسية رسمية بين الولايات المتحدة وتايوان، فإن واشنطن تُعد المورد الرئيسي للأسلحة إلى الجزيرة، بموجب سياسة “الغموض الاستراتيجي” التي تتبعها منذ عقود، والتي تهدف إلى ردع أي تحرك عسكري صيني دون الاعتراف الرسمي بتايبيه.
وفي تصريحات لـ”رويترز”، قال مسؤول أمريكي: “الرئيس ترمب، والإدارة ككل، ملتزمون بردع قوي يحمي تايوان”، مضيفاً أن العمل جارٍ مع الحكومة التايوانية لتسريع مشتريات الأسلحة بمجرد تأمين التمويل اللازم.










