تشهد العاصمة الليبية طرابلس موجة احتجاجات متصاعدة ومستمرة منذ أسابيع، تتمركز في ميدان الشهداء وتمتد إلى مناطق متعددة في المدينة، حيث يطالب آلاف المتظاهرين برحيل رئيس حكومة الوحدة الوطنية عبد الحميد الدبيبة ومحاسبته.
تصاعد المظاهرات في ميدان الشهداء
تشهد طرابلس مظاهرات شبه يومية تتمركز في ميدان الشهداء، أبرزها ما عُرف بـ”جمعة الخلاص” التي شهدت حشوداً كبيرة من المتظاهرين، وقد امتدت رقعة الاحتجاجات لتشمل مدناً أخرى مثل الزاوية وصرمان وتاجوراء ومصراته.
ودعا حراك أبناء سوق الجمعة والحراكات المدنية في المنطقة الغربية إلى التوجه نحو ميدان الشهداء للمشاركة في المظاهرات، مطالبين جميع المواطنين بـ”النزول للميادين والتعبير عن رفضهم لحكومة غارقة في الفساد والتسلط”.
كما أعلن حراك الزاوية عن بدء تجمع المواطنين في غابة جودائم شرق المدينة، في خطوة أولى للتحرك نحو ميدان الشهداء.
تميزت هذه المظاهرات بطابعها السلمي رغم الشعارات الحادة التي رفعها المتظاهرون، حيث طالبوا برحيل الدبيبة والعودة إلى مصراتة وسحب الميليشيات التي جاء بها إلى العاصمة. ورفع المحتجون شعارات تدعو لـ”إسقاط الجميع” و”تغيير جذري في المشهد السياسي الليبي.
مطالب المتظاهرين وأهدافهم
تتنوع مطالب المتظاهرين لتشمل قضايا سياسية وأمنية واقتصادية متعددة. يطالب المحتجون في المقام الأول برحيل حكومة الوحدة الوطنية واستقالة الدبيبة فوراً، مع محاسبة المسؤولين عن الفساد والانتهاكات.
وعلى المستوى الأمني، يطالب المتظاهرون بتفكيك جميع الميليشيات المسلحة وإخراجها من العاصمة، وإنهاء ما يصفونه بـ”ميليشيات المال العام” التي تعيث فساداً في البلاد.
كما يطالبون بتطبيق سيادة القانون وحماية المؤسسات السيادية من الاعتداءات المتكررة.
وضع المتظاهرون جدولاً زمنياً محدداً لتنفيذ مطالبهم، حيث منحوا المجلس الرئاسي مهلة 24 ساعة لتنفيذ مطالبهم، مع التهديد بتصعيد الاحتجاجات وإغلاق جميع المؤسسات الحكومية في حال عدم الاستجابة.
كما طالبوا بإجراء انتخابات رئاسية وبرلمانية بحلول 25 يوليو 2026 دون تأجيل أو أعذار.










