تلقت تركيا ضربة قاصمة مباغتة موجعة قلبت طاولتها في سوريا على رؤوس مرتزقتها، وذلك عبر فرض الاتحاد الأوروبي عقوبات على اثنين من كبار مرتزقتها وثلاث كيانات ميليشاوية إرهابية موجودة ضمن جيش أحمد الشرع. لم تتوقع أنقرة القرار الأوروبي مطلقا.
هذه الكيانات الفاسدة التي استثمرت فيها تركيا طوال 14 عاما، وارسلتها إلى ليبيا وارذربيجان، واستخدمتهم في عفرين ورأس العين وكوباني، باتت مدانة وملاحقة. “يا شماتة ابلة طازا في السوركيين” .
القرار الأوروبي المفاجئ يفترض أن يجعل تركيا تراجع حساباتها بعد احتراق 90% من أوراقها في سوريا. من هي القوة العسكرية المنظمة المرضي عنها أوروبيا وامريكيا التي يمكنها ضمان مصالح أنقرة في سوريا؟ احمد الشرع وجماعته أقرب إلى السعودية والإمارات منه إلى أنقرة. لم يبق للطيب اردوغان سوى أنصار اوجلان أو الموالين له؛ واعني قسد.
بحسب الإعلام التركي وتصريحات سابقة لاوجلان أنه يعتبر مظلوم عبدي كابنه. وهو يقصد الابن السياسي والايديولوجي وليس الابن البيولوجي طبعا.
غياب مظلوم عبدي هذه الأيام والذي أثار الكثير من التساؤلات والاقاويل، جعلني اخمن أنه موجود في تركيا، والتقى باوجلان وسمع منه ما اراده أردوغان أن يسمعه. لذا، نشرت فيديو وطالبت فيه مظلوم عبدي بالتوقف عن الاستماع لاوجلان. وأولى به الاستماع لاردوغان بشكل مباشر من الاستماع للعبد الذليل اوجلان الذي يهمه إرضاء تركيا بأي ثمن.
يمكن لعبدي التواصل مع تركيا وفرض شروطه بمعزل عن حكايات وخزعبلات عبدالله اوجلان.
يمكن مطالبة الدعم التركي لمطالب قسد، مع تقديم عرض يضمن مصالح تركيا في سوريا. ودنيا السياسة؛ عرض وطلب.
إذا أرادت تركيا الحفاظ على مصالحها في ليس امامها إلا دعم قسد، ليس على طريقة عبدالله اوجلان الذي يود فرض الاستسلام على قسد، (شأنه شأن السوركيين) بل عبر احترام حقوق الكرد في تركيا وسوريا.
الذهنية والسياسة الطورانية الاتاتوركية افلست تماما، ولا يمكن إحياءها والنفخ في رمادها عبر عبدالله اوجلان.
خيارات تركيا في سوريا باتت محدودة، ومأزقها واضح وضوح فضيحة السوركيين الذين كانوا يستقوون بأنقرة ضد الكرد وقسد.
ليس مستبعدا أن تتجه تركيا نحو الاستثمار في قسد عبر الاعتماد على اوجلان ونفوذه. ومظلوم عبدي ليس جندي أو مقاتل أبدي تحت إمرة اوجلان. بإمكان عبدي مطالبة تركيا بدعم الجمهورية السورية وليس دولة بني امية. بإمكانه مطالبة تركيا بدعم اللامركزية وشكل خاص لادارة منطقة الجزيرة. ويجب عليه فعل ذلك، من دون تردد. يمكنه الاستماع لاوجلان، لكن كلامه وترهاته لم تعد أوامر صارمة يجب على عبدي تنفيذها، كما كان ينفذها في منتصف التسعينات.
وإذا تحقق الطرح الذي افترضه هنا، وبل تركيا استثمارها في قسد، سيكون ذلك بمثابة “خازوق” نووي محترم في المهابيل السوركيين.










