أعرب وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي، خلال زيارة رسمية إلى العاصمة اللبنانية بيروت، عن أمله في أن تفتح صفحة جديدة في العلاقات الثنائية بين إيران ولبنان، تقوم على أساس “الاحترام المتبادل والمصالح المشتركة”، في ظل التحولات السياسية والإقليمية الجارية.
وقال عراقجي، في تصريح للصحفيين فور وصوله إلى مطار رفيق الحريري الدولي يوم الثلاثاء، إن جدول زيارته يتضمن لقاءات مع الرئيس اللبناني جوزيف عون، ورئيس مجلس النواب نبيه بري، ورئيس الحكومة نواف سلام، ووزير الخارجية عبدالله بو حبيب.
رسائل إيرانية في لحظة لبنانية حرجة
وأكد عراقجي أن طهران تتطلع إلى بناء علاقات متوازنة ومستقرة مع بيروت، معتبرا أن “المرحلة الجديدة في المنطقة والتطورات الأخيرة في لبنان تمثل فرصة لإعادة ترتيب العلاقات على أسس ناضجة، بعيدة عن التوتر، وقائمة على المنافع المتبادلة بين الدولتين”.
وأضاف: “إيران دعمت وتدعم سيادة لبنان ووحدة أراضيه في كل المراحل”، مشددا على أن موقف الجمهورية الإسلامية “ينبع من مبدأ رفض الاحتلال الإسرائيلي والدفاع عن الحق اللبناني في المقاومة”.
ورغم تفاديه الإشارة بشكل مباشر إلى التحولات السياسية في لبنان، تأتي زيارة عراقجي في ظل تحولات بارزة، أبرزها انتخاب قائد الجيش جوزيف عون رئيسا للجمهورية في يناير 2024، بدعم واضح من الولايات المتحدة، وما رافق ذلك من تصعيد في الخطاب الرسمي ضد السلاح خارج سلطة الدولة.
وكان رئيس الوزراء اللبناني نواف سلام قد صرح مطلع الشهر الجاري بأن “زمن تصدير الثورة الإيرانية انتهى”، مشددا على ضرورة حصر السلاح بيد الدولة اللبنانية، في إشارة ضمنية إلى حزب الله.
“لا تدخل في الشؤون اللبنانية”
وفي رده على تلميحات ضمنية بشأن النفوذ الإيراني في لبنان، قال عراقجي: “دعم إيران لأصدقائها في لبنان لا يعني التدخل في شؤونهم الداخلية”، مضيفا: “لا يحق لأي دولة، بما فيها إيران، التدخل في الشؤون الداخلية لدول المنطقة. وهذا مبدأ ثابت في السياسة الخارجية الإيرانية”.
كما أكد أن طهران “لا تزال تعتبر الاحتلال الإسرائيلي الخطر الرئيسي على أمن المنطقة”، مشددا على أن إيران ستواصل “دعم الشعوب الحرة في مواجهة العدوان، ومن ضمنها لبنان”.
خلفية الزيارة
زيارة عراقجي تأتي في وقت تحاول فيه إيران إعادة ترتيب أوراقها في المنطقة، في ظل ضغوط دولية متزايدة على حلفائها، لا سيما حزب الله في لبنان، والتغيرات السياسية التي شهدها البلد بعد سنوات من الجمود الدستوري.
ويسعى العراقجي، بحسب مراقبين، إلى إعادة تفعيل القنوات الدبلوماسية الرسمية مع الدولة اللبنانية بعد فترة من الفتور، واحتواء المساعي الغربية لتقليص النفوذ الإيراني في لبنان عبر دعم مؤسسات الدولة، خصوصا الجيش










