أعلنت وزارة الدفاع الإسرائيلية، اليوم الأربعاء، عن تحقيق رقم قياسي في صادرات الصناعات الدفاعية بلغ 52 مليار شيكل (نحو 14 مليار دولار) خلال عام 2024، بزيادة قدرها 13% مقارنة بعام 2023، وذلك على الرغم من تداعيات الحرب المستمرة ومخاوف المقاطعة الاقتصادية.
وقالت الوزارة إن أكثر من نصف صفقات التصدير الدفاعية تجاوزت حاجز 100 مليون دولار، وتركز معظمها في الأسواق الأوروبية، حيث شكلت أوروبا أكثر من 50% من إجمالي الصادرات، مقارنة بنسبة 35% فقط في العام الماضي.
ارتفاع الطلب الأوروبي على أنظمة الدفاع
ويأتي هذا الارتفاع الملحوظ نتيجة لتنامي الشعور بالتهديد لدى العديد من الدول الأوروبية، لا سيما في أعقاب الغزو الروسي لأوكرانيا عام 2022، وما تلاه من تغيرات في البيئة الأمنية للقارة. وقد عزز هذا التوجه التلميحات المتكررة من إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، والتي تشير إلى تقليص التزامات واشنطن الدفاعية تجاه حلفائها الأوروبيين.
أنظمة الدفاع الجوي تتصدر الصادرات
تصدرت أنظمة الدفاع الجوي المتقدمة، مثل القبة الحديدية، والسهم، ومقلاع داوود، صادرات الصناعات الدفاعية الإسرائيلية، حيث شكلت 48% من إجمالي المبيعات، مقارنة بـ 36% في عام 2023.
وشهدت تكنولوجيا الفضاء والطيران والأقمار الصناعية طفرة في الطلب، حيث ارتفعت حصتها إلى 8% من الصادرات، بعدما كانت لا تتجاوز 2% في العام السابق.
أبرز مكونات الصادرات الدفاعية لعام 2024:
أنظمة دفاع جوي: 48%
مركبات مدرعة وأرضية: 9%
طائرات بدون طيار: 8% (تراجع عن سنوات سابقة)
رادارات وحرب إلكترونية: 8%
فضاء وأقمار صناعية: 8%
التوزيع الجغرافي للصادرات:
أوروبا: أكثر من 50%
آسيا والمحيط الهادئ: 23% (تراجع عن معدلات سابقة)
أمريكا الشمالية: 9% (مستقرة نسبيا)
الحرب مستمرة… لكن السوق لا يتأثر
رغم الانتقادات الدولية الحادة لإسرائيل بسبب الحرب المستمرة، وخاصة من بعض الدول الأوروبية، إلا أن السوق الدفاعية الإسرائيلية واصلت التوسع، مدفوعة بالحاجة الدولية المتزايدة لأنظمة دفاع متقدمة وتكنولوجيا متطورة.
ويرى مراقبون أن استمرار الطلب – وخاصة الأوروبي – يعكس اتجاها براغماتيا لدى الدول المستوردة، التي تضع اعتبارات الأمن القومي فوق الحسابات السياسية في بعض الأحيان.
في ظل التوترات المتصاعدة على الجبهات السياسية والعسكرية، تشير الأرقام الجديدة إلى أن إسرائيل تواصل تعزيز مكانتها كأحد أبرز المصدرين العالميين للتكنولوجيا الدفاعية المتقدمة، مع توسع في القطاعات الجديدة مثل الفضاء والحرب الإلكترونية، ومواصلة الهيمنة في مجالات الدفاع الجوي والطائرات بدون طيار.










