أثارت وزيرة التعاون الدولي في مصر، رانيا المشاط، جدلًا واسعًا بعد تصريحاتها التي وصفت فيها “السردية الوطنية” بأنها نموذج اقتصادي للتنمية الصناعية والبشرية، في حديث اعتبره كثير من المصريين غامضًا ومفصولًا عن الواقع المعيشي، خصوصًا في ظل موجات الغلاء وارتفاع الأسعار التي تضغط على المواطنين بشكل يومي.
وانتشرت مقاطع مقتطفة من حديث الوزيرة على مواقع التواصل الاجتماعي، حيث قال عدد كبير من المستخدمين إنهم لم يفهموا المغزى من التصريح، مما دفع البعض إلى السخرية منه بعبارات مثل: “إحنا في موسم سرديات مش ميزانيات!”، و*”كل ما تجوع تتأمل، وكل ما الأسعار تعلى تقول: النمو بيكبر!”*. بينما لخص أحد التعليقات الحالة العامة بالقول: “المواطن يتكلم مع نفسه في الظلمة، والوزير يحكي عن نجاحات موازية في عالم موازي!”.
تصريحات رانيا المشاط عن السردية الوطنية تأتي في وقت يعيش فيه الشارع المصري أزمة اقتصادية خانقة، تتجلى في ارتفاع أسعار الغذاء والطاقة، وتراجع القدرة الشرائية، ما جعل البعض يتساءل إن كان حديث المسؤولين بات أقرب إلى الإنشاء من المضمون. ووسط هذا المشهد، يرى مراقبون أن استخدام مصطلحات فضفاضة مثل “السردية” بدلًا من طرح خطط واضحة مدعومة بالأرقام، يزيد من فجوة الثقة بين الحكومة والمواطن.
ورغم أن الوزيرة تحدثت عن “ربط السياسات الاقتصادية بالتنمية البشرية عبر إطار سردي موحد”، فإن التصريحات لم تلق قبولًا شعبيًا، بل تحولت إلى مادة ساخرة على المنصات الاجتماعية، وتصدّر وسم #السردية_الوطنية الترند على تويتر وفيسبوك في مصر، وسط مطالبات بضرورة الحديث بلغة يفهمها المواطن، وربط الخطاب الرسمي بالأزمات الفعلية مثل التضخم، الغلاء، وضعف الأجور.
يُذكر أن وزارة التعاون الدولي التي تتولاها المشاط تلعب دورًا محوريًا في التنسيق مع المؤسسات الدولية المانحة، إلا أن هذه التصريحات سلطت الضوء على فجوة الخطاب الاقتصادي في مصر، والتحديات التي تواجه الحكومة في التواصل مع الشارع بشكل أكثر واقعية وشفافية.










