شهدت مدن الاحتلال الإسرائيلي حالة من الهلع الجماعي، حيث توافد الآلاف على المتاجر الكبرى ومحطات الوقود لتخزين المواد الغذائية والمياه والمستلزمات الطبية، في مشهد أعاد للأذهان الأيام الأولى من جائحة كورونا، ولكن بنكهة الحرب.

الأسواق في إسرائيل: تخزين هستيري وأسعار تبدأ في الارتفاع
أفاد شهود عيان ومصادر محلية من تل أبيب والقدس أن المتاجر الكبرى ومحلات البقالة باتت شبه خالية من السلع الأساسية خلال ساعات. وأكد أحد مديري سلاسل المتاجر الكبرى أن الطلب على المنتجات تضاعف ثلاث مرات منذ الإعلان عن بدء الضربات الإيرانية، مضيفًا:
“لم نرَ مثل هذا الهجوم على السلع منذ بداية الجائحة… والآن الناس يتصرفون كما لو أننا على أعتاب حرب شاملة”.
وبحسب مصادر من وزارة الاقتصاد الإسرائيلية، جرى تفعيل “خطة الطوارئ الوطنية لسلاسل الإمداد”، بالتعاون مع الشركات الكبرى لتأمين الغذاء والمستلزمات الأساسية في حال طال أمد التصعيد.
الذهب والنفط يقفزان عالميًا وسط الهلع الجيوسياسي
تأثرت الأسواق العالمية سريعًا بالتطورات، حيث قفزت أسعار الذهب بنسبة 2.8% لتصل إلى أعلى مستوياتها في أكثر من 12 شهرًا، مدعومة بموجة لجوء عالمية إلى الملاذات الآمنة. في المقابل، ارتفعت أسعار النفط إلى أكثر من 92 دولارًا للبرميل، مع تزايد القلق من اضطراب إمدادات الطاقة في منطقة الشرق الأوسط، والتي تُعد شريانًا حيويًا للنفط العالمي.
وقال محللون في “بلومبرج” إن استمرار التصعيد قد يدفع أسعار النفط إلى ما فوق 100 دولار مجددًا، وهو ما ينذر بعودة الضغوط التضخمية على الاقتصاد العالمي.
التأثيرات المتوقعة على الاقتصاد الإسرائيلي والإقليمي
في حال استمر الصراع لأيام أو أسابيع، يُتوقع أن يتأثر الاقتصاد الإسرائيلي بشكل مباشر، خصوصًا في قطاعات السياحة، النقل، الاستيراد والتصدير، وسوق العمل.
كما حذّر خبراء من أن التوتر الحالي قد ينتقل إلى دول أخرى في المنطقة، مما يوسع نطاق التأثيرات الاقتصادية إلى الأسواق الخليجية، وأسواق النفط، والبورصات العربية.
وقال الدكتور حسان شحادة، خبير الاقتصاد السياسي:
“نحن أمام لحظة حرجة قد تغيّر المعادلة في المنطقة… الاقتصاد في زمن الحروب ليس فقط أرقامًا، بل يرتبط مباشرة بثقة المستثمر، وتدفق رأس المال، ومستوى المخاطرة.”
ما الذي يمكن أن يحدث خلال الأيام القادمة؟
في ظل التصعيد المستمر، تبقى السيناريوهات مفتوحة على كل الاحتمالات، من احتواء دبلوماسي محدود إلى تصعيد شامل قد يعيد المنطقة إلى حالة حرب إقليمية كبرى.
الأنظار تتجه حاليًا إلى ردود فعل الأسواق، والبنوك المركزية، وشركات التأمين، وشبكات الإمداد، وكلها تواجه اختبارات قاسية في الأيام القليلة المقبلة.








