حذر المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية، رافائيل غروسي، من أن إيران قد تستعيد قدرتها على إنتاج اليورانيوم المخصب في غضون بضعة أشهر، رغم الدمار الذي لحق بمنشآتها النووية نتيجة الهجمات الأميركية والإسرائيلية الأخيرة.
وفي مقابلة مع شبكة CBS الأميركية، أوضح غروسي أن منشآت فوردو، نطنز، وأصفهان “تعرضت لتدمير واسع”، لكنه شدد على أن “بعض البنية التحتية الحيوية لا تزال قائمة، ما يعني أن طهران تملك القدرة على تشغيل مجموعات من أجهزة الطرد المركزي خلال أشهر قليلة، أو ربما أقل”.
وأشار إلى أن إيران تحتفظ بمخزون يقدر بحوالي 400 كيلوغرام من اليورانيوم المخصب، موضحا أن “مصير هذه المواد غير معروف حاليا، فبعضها ربما دمر، وبعضها الآخر قد يكون نقل”، محذرا من أنه “في حال تم تخصيب هذه الكمية إلى مستوى 90%، فستكفي لصنع ما يقارب 10 رؤوس نووية”.
غموض حول نقل المواد النووية
ورغم تداول تقارير عن عمليات نقل لليورانيوم من مواقع نووية قبل الهجوم، أكد غروسي أن الوكالة لم تتلق أي إشعار مسبق من إيران بهذا الشأن. وأضاف: “اطلعنا على صور الأقمار الصناعية التي تظهر وجود شاحنات، لكن لا نعرف ما الذي تم نقله فعليا… هذا الغموض يجب أن يزال”.
الرئيس الأميركي دونالد ترامب استبعد، في تصريحات يوم 25 يوليو، أن تكون إيران قد تمكنت من نقل أي مواد قبل الهجوم، مشيرا إلى أن المركبات التي ظهرت في الصور “تابعة لعمال طلاء الخرسانة”، وأن “نقل اليورانيوم بهذا الشكل أمر خطير ويستغرق وقتا طويلا”.
الهجمات والتصعيد السياسي
صباح الثاني من يوليو، شنت الولايات المتحدة هجوما جويا استهدف المنشآت النووية الإيرانية في فوردو ونطنز وأصفهان، باستخدام قنابل خارقة للتحصينات وصواريخ توماهوك. وقد وصف الرئيس ترامب العملية بأنها “ناجحة”.
لكن غروسي حذر من أن “القدرة التقنية والخبرة النووية لا يمكن قصفها. إيران طورت بنيتها النووية عبر عقود، وإذا توفرت الإرادة السياسية، فإن استئناف التخصيب ليس سوى مسألة وقت”.
دعوات للمفاوضات وتهديدات بالتصعيد
في سياق متصل، أكد غروسي على ضرورة استئناف عمليات التفتيش الدولية، مشيرا إلى أن “عدم منح المفتشين حق الوصول الكامل سيبقي البرنامج النووي الإيراني في دائرة الغموض”.
ورغم نفيه وجود أدلة مؤكدة على نية إيران تطوير سلاح نووي، قال غروسي: “لم نعلن يوما أن إيران تصنع قنبلة نووية، لكن كثيرا من أسئلتنا الجوهرية لم تتم الإجابة عليها، ولا تزال الشكوك قائمة”.
في الجانب الإيراني، تصاعدت التوترات عقب الهجوم. صحيفة كيهان، المقربة من المرشد الأعلى علي خامنئي، نشرت دعوة علنية إلى اعتقال وإعدام غروسي، وهي خطوة غير مسبوقة أثارت ردود فعل دولية غاضبة.
ووصف وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو، عبر منصة “إكس”، التهديدات بأنها “غير مقبولة ويجب إدانتها بشكل قاطع”.
غروسي: لا سبيل سوى العودة للاتفاق
وسط هذه الأجواء المتوترة، دعا غروسي إلى العودة الفورية لطاولة المفاوضات، قائلا: “في نهاية المطاف، لا يوجد بديل حقيقي سوى التوصل إلى اتفاق شامل وشفاف، يضمن الرقابة والتفتيش والتحقق الكامل من البرنامج النووي الإيراني”.










