وصل المواطن السعودي حميدان علي التركي إلى مطار الملك خالد الدولي بالرياض اليوم الخميس 7 أغسطس 2025، منهيًا بذلك محنة استمرت 19 عامًا في السجون الأمريكية، في لحظة تاريخية شهدت تفاعلاً واسعًا من المواطنين السعوديين الذين اعتبروها انتصارًا للعدالة وتأكيدًا على حرص القيادة السعودية على مواطنيها.
إعلان الوصول والشكر للقيادة
أعلن تركي حميدان التركي، نجل حميدان، عن وصول والده عبر منصة “إكس” قائلاً: “الحمد لله على تمام نعمته… والدنا حميدان التركي متجه إلى أرض الوطن“، مقدمًا شكره العميق لخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز وسمو ولي العهد الأمير محمد بن سلمان على دعمهما المستمر.
كما أشاد بالدور البارز الذي لعبته السفارة السعودية في واشنطن، مؤكدًا أن جهودها “كان لها الأثر الكبير في إتمام عودة والده سالمًا إلى وطنه”.
لحظات مؤثرة للوصول والسجود شكرًا
شهدت لحظة وصول حميدان التركي إلى الرياض مشاهد إنسانية مؤثرة حيث سجد شكرًا لله فور وصوله، في مشهد أثر على المتابعين والحضور. وأظهرت مقاطع الفيديو المتداولة لقاءه الأول مع عائلته وأحفاده بعد غياب دام نحو عقدين.
قال حميدان التركي في أول تصريح له عقب الإفراج: “بفضل من الله ثم جهودهم الجبارة توصلنا إلى هذا الفرج العظيم، والحمد لله الذي تتم بنعمته الصالحات“.
تفاصيل القرار القضائي الأمريكي
في مايو 2025، أصدرت محكمة في ولاية كولورادو قرارًا تاريخيًا بإقفال ملف قضية حميدان التركي وتبرئته من الحكم السابق، وذلك بحضور محامي السفارة السعودية وعدد من بناته.
جاء القرار بعد أن نجح فريق الدفاع الجديد في إثبات أن المحاماة الأصلية لم تكن كافية، حيث صرح القاضي إريك وايت بأن “محامي المدعى عليه ربما لم يفهم الجوانب الأساسية لتعليمات المحلفين المقدمة”.
خلفية القضية والاتهامات
تعود جذور القضية إلى عام 2004 عندما اعتُقل حميدان التركي وزوجته سارة الخنيزان بتهمة مخالفة أنظمة الإقامة والهجرة، ثم توسعت التهم في 2005 لتشمل إساءة معاملة خادمة إندونيسية تدعى Z.A. كانت تبلغ من العمر 17 عامًا.
الاتهامات الأساسية
وُجهت إلى حميدان التركي 16 تهمة، أُدين في 12 منها، شملت:
- الاحتجاز غير القانوني لمدة أربع سنوات
- الاتصال الجنسي غير المشروع
- السرقة والابتزاز بعدم دفع الراتب
- حجز الوثائق الثبوتية للخادمة
الحكم الأصلي وتخفيفه
في 31 أغسطس 2006، حُكم على حميدان التركي بالسجن 28 عامًا، وهو حكم يفوق حتى السجن المؤبد في ولاية كولورادو (25 عامًا)، مما أثار تساؤلات حول عدالة الحكم.
في 25 فبراير 2011، تم تخفيض الحكم إلى 8 سنوات فقط، بعد اكتشاف خطأ قانوني وبسبب حسن سلوكه وتأثيره الإيجابي في السجن حسب شهادة مدير السجن.
الدفاع عن البراءة
طوال فترة سجنه، أصر حميدان التركي على براءته التامة من جميع التهم، معتبرًا أنه ضحية مشاعر معادية للمسلمين تفاقمت بعد أحداث 11 سبتمبر 2001.
وقال في تصريحات سابقة: “استُهدفت بسبب تلك الأحداث، وكنت ضحية شعور معادٍ للمسلمين ساد لدى الأمريكيين“.
تضارب الروايات حول القضية
الرواية الرسمية
تشير السجلات القضائية إلى أن الخادمة الإندونيسية ادعت تعرضها للاعتداء والاحتجاز، وأنه تم حجز وثائقها وعدم دفع راتبها.
رواية الدفاع
يؤكد أنصار حميدان التركي وجود تناقضات كبيرة في الأدلة:










