أعربت هيئة الإذاعة والتلفزيون الإيرانية عن قلقها البالغ تجاه إعلان تجاري لبيرة تم عرضه مؤخرا في أحد شوارع العاصمة طهران، في حادثة أثارت جدلا واسعا في الإعلام الإيراني.
وظهر الإعلان في صورة بثها أحد المذيعين خلال برنامج على القناة الثالثة للتلفزيون الإيراني، ويظهر الإعلان عددا من زجاجات البيرة وهي تتحطم، في إشارة اعتبرها كثيرون استفزازية.
وقد طالب المذيع وزارة الشؤون الدينية بتقديم “تفسير رسمي واعتذار واضح”، معتبرا أن الإعلان يروج لنمط حياة مرفوض دينيا واجتماعيا في البلاد.
ردود رسمية وتصاعد الانتقادات
يأتي هذا الجدل وسط تصاعد الانتقادات في الأوساط الإعلامية والدينية بشأن ما يراه البعض تساهلا متزايدا في ضبط المحتوى الدعائي في الأماكن العامة، لاسيما فيما يتعلق بالرموز المرتبطة بالكحول والمشروبات الروحية، والتي يحظرها القانون الإيراني.
وكانت القناة الثالثة قد وصفت الإعلان بأنه “مبتذل” ومخالف للأعراف، مؤكدة أن بعض الإعلانات التجارية تساهم في ترويج أنماط حياة تتناقض مع القيم الإسلامية، إلى جانب التشجيع غير المباشر على سلوكيات مرفوضة مثل استهلاك الكحول.
استهلاك الكحول في إيران… أرقام صادمة
ورغم حظر بيع وشراء وإنتاج المشروبات الكحولية في إيران بموجب القوانين الإسلامية الصارمة، إلا أن تقارير رسمية وغير رسمية تؤكد أن استهلاك الكحول داخل البلاد آخذ في الازدياد، وبات يشكل تحديا صحيا واقتصاديا وأمنيا كبيرا.
ووفقا لتقرير نشرته صحيفة فرهيختغان، يقدر حجم سوق الكحول غير الرسمي في إيران بأكثر من 110 آلاف مليار تومان سنويا. كما تشير بيانات منظمة الصحة العالمية إلى أن استهلاك الفرد الإيراني من الكحول النقي يصل إلى 28.4 لترا سنويا بين من يشربون بانتظام.
وذكرت تقارير إعلامية أن أكثر من 5 ملايين شخص في إيران يستهلكون الكحول سنويا، على الرغم من الحظر الرسمي. ومن بينهم، 51% يشترون مشروبات منزلية الصنع، و20% يحصلون على مشروبات مهربة، بينما 28% يصنعونها بأنفسهم في منازلهم، ما يعكس حجم المخاطر المرتبطة بالإنتاج غير الآمن للكحول.
تحذيرات من تداعيات صحية وأمنية
ويحذر خبراء الصحة من أن نسبة كبيرة من هذه المشروبات غير مطابقة للمواصفات، وتؤدي إلى حالات تسمم وفقدان للبصر وحتى الوفاة في بعض الحالات. وقد دفعت هذه المخاوف السلطات إلى تشكيل لجنة وطنية لمكافحة استهلاك الكحول تابعة لوزارة الداخلية، تعمل على دراسة الظاهرة ووضع حلول شاملة.










