أجرى وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي اتصالًا هاتفيًا مع مسؤول السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي، بعد ساعات من إعلان بريطانيا وفرنسا وألمانيا بدء عملية تفعيل “آلية الزناد” لإعادة فرض عقوبات الأمم المتحدة على إيران بسبب برنامجها النووي.
وخلال المكالمة، أكد عراقجي أن هذا الإجراء الأوروبي “يزيد من الشكوك حول النوايا الحقيقية لهذه الدول الثلاث تجاه إيران، ويجعل متابعة المسار الدبلوماسي أكثر تعقيدًا”. وأضاف أن طهران “ستتخذ الإجراءات المناسبة ضد هذا العمل الاستفزازي وغير المناسب”.
ما هي آلية الزناد ولماذا تم تفعيلها؟
بدأت الترويكا الأوروبية (بريطانيا، فرنسا، ألمانيا) يوم الخميس 26 سبتمبر/أيلول، عملية تستغرق 30 يومًا لتفعيل آلية إعادة العقوبات الأممية (Snapback)، وهي خطوة تهدف إلى إعادة فرض العقوبات التي رُفعت عن إيران بموجب الاتفاق النووي لعام 2015.
وبموجب هذه الآلية سيتم تجميد أصول إيران في الخارج مجددًا،وحظر أي صفقات أسلحة مع طهران،وفرض عقوبات على برنامج الصواريخ الباليستية الإيراني.
وتقول الدول الأوروبية إن هذه الخطوة تأتي بسبب عدم امتثال إيران الكامل للاتفاق النووي، معتبرة أن طهران لم تقدم التزامات كافية خلال المحادثات الأخيرة في جنيف.
الخلفية السياسية والأمنية
منذ منتصف يونيو/حزيران، جرت عدة جولات من المحادثات بين الطرفين، بعد الهجمات الإسرائيلية والأميركية على منشآت نووية إيرانية، بهدف التوصل إلى تفاهم يمنع تفعيل الآلية. لكن المباحثات، وفق الأوروبيين، لم تسفر عن التزامات ملموسة.
وزير الخارجية الألماني يوهان وادفول قال إن إعادة فرض العقوبات “قد تمثل بداية مرحلة جديدة من المحادثات”، داعيًا طهران إلى التعاون الكامل مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية والالتزام بالمفاوضات المباشرة مع واشنطن.
الموقف الإيراني الرسمي
بحسب وكالة “إرنا”، اعتبر عراقجي خلال الاتصال أن الخطوة الأوروبية “غير مبررة وغير قانونية وتفتقر لأي أساس قانوني”، مؤكدًا أن إيران “تصرفت بمسؤولية وبحسن نية” وأنها سترد بشكل مناسب لحماية حقوقها ومصالحها الوطنية.
وفي بيان لاحق، وصفت وزارة الخارجية الإيرانية قرار باريس وبرلين ولندن بأنه “باطل ولا أثر قانوني له”، مؤكدة أن تفعيله “سيقوّض التعاون القائم مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية”.
وأضافت الخارجية أن الخطوة الأوروبية “تصعيد استفزازي وغير ضروري” سيقابل “بردود فعل مناسبة”، في حين اعتبرت بعثة إيران لدى الأمم المتحدة أن مجلس الأمن أمام “لحظة حاسمة بين الدبلوماسية والتصعيد”.
ردود الفعل الدولية
واشنطن: وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو أشاد بتحرك الترويكا الأوروبية، مؤكدًا أن الولايات المتحدة ستدعم مسار إعادة العقوبات، مع الاستعداد في الوقت ذاته لـ“التفاوض المباشر مع إيران”.
الأمم المتحدة: دعت طهران والدول الكبرى إلى استغلال مهلة الثلاثين يومًا لمنع التصعيد والتوصل إلى اتفاق جديد.










