شهدت أسعار صرف الدولار الأمريكي مقابل الجنيه السوداني ارتفاعات تاريخية غير مسبوقة اليوم السبت 30 أغسطس 2025، حيث تجاوزت الأسعار في السوق الموازية حاجز الـ 3,500 جنيه للدولار الواحد، بينما تراوحت الأسعار في البنوك المحلية بين 2,000 و2,400 جنيه، مما يعكس تدهوراً مستمراً في قيمة العملة الوطنية وسط استمرار الأزمة الاقتصادية في البلاد.
السوق الموازية يسجل مستويات تاريخية جديدة
الأسعار الحالية في السوق الموازية
وفقاً لآخر المؤشرات، بلغ متوسط سعر بيع الدولار الأمريكي في السوق الموازية نحو 3,500 جنيه سوداني، مرتفعاً من مستوى 3,400 جنيه الذي تم تسجيله مؤخراً. هذا الرقم يمثل قفزة هائلة مقارنة بسعر 560 جنيهاً فقط كان مسجلاً عند بداية الحرب في أبريل 2023.
أما بالنسبة لأسعار العملات الأخرى في السوق الموازية، فقد وصل سعر الريال السعودي إلى 933 جنيهاً، بينما بلغ اليورو 4,070 جنيهاً، والجنيه الإسترليني 4,730 جنيهاً.
الأسباب وراء التصاعد المستمر
يعزو الخبراء الاقتصاديون هذا الارتفاع المستمر إلى عوامل متعددة، أبرزها:
- إحجام المتعاملين عن البيع: حيث اقتصر نشاط العديد من المتعاملين على الشراء فقط، مع توقعات بزيادات إضافية في الأسعار
- توقف الإنتاج في القطاعات الحيوية: نتيجة استمرار الحرب والنزاع المسلح
- تراجع أداء البنوك التجارية: وضعف قدرتها على توفير العملة الأجنبية
- اعتماد البنك المركزي على طباعة النقود: دون وجود غطاء نقدي كافٍ
- ارتفاع معدلات السفر والهجرة: لأغراض العلاج والدراسة
- تراجع التحويلات الخارجية: من المغتربين السودانيين
أسعار البنوك المحلية تواصل الارتفاع
تفاوت الأسعار بين البنوك
تتفاوت أسعار الدولار بين البنوك السودانية المختلفة، حيث تراوحت الأسعار بين 2,000 و2,400 جنيه للدولار الواحد. ومن أبرز البنوك وأسعارها:
- بنك الخرطوم: 2,400 جنيه للبيع، 2,400 جنيه للشراء
- بنك أمدرمان الوطني: 2,418 جنيه للبيع، 2,400 جنيه للشراء
- بنك النيل: 2,418 جنيه للبيع، 2,400 جنيه للشراء
- بنك فيصل الإسلامي: 2,267 جنيه للبيع، 2,250 جنيه للشراء
- البنك الأهلي السوداني: 2,015 جنيه للبيع، 2,000 جنيه للشراء
محدودية التوفر
يواجه العديد من البنوك صعوبات في توفير العملة الأجنبية، حيث أشارت التقارير إلى أن “البيع شبه موقف للكميات الكبيرة” في السوق السوداء، مما يزيد من الضغط على البنوك المحلية.
تأثير الحرب على الاقتصاد السوداني
تدهور مستمر منذ 2023
شهدت أسعار صرف العملة تدهوراً حاداً منذ اندلاع الحرب بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع في 15 أبريل 2023. فقد ارتفعت الأسعار بنسبة تزيد عن 398% خلال أكثر من عامين، متجاوزة أرقاماً قياسية غير مسبوقة في تاريخ السوق السوداني.
فقدان البنك المركزي لسيطرته
تشير التحليلات إلى أن البنك المركزي السوداني فقد عملياً قدرته على التأثير في السوق أو ضبط آلياته، مما ساهم في تعميق الأزمة النقدية. كما باتت السوق الموازية تتحكم بشكل شبه مطلق في عمليات الصرف والتداول.
تحديات إضافية
تواجه الحكومة السودانية تحديات متعددة تزيد من تعقيد الوضع الاقتصادي:
- عدم امتلاك احتياطي من الذهب: حيث يسيطر القطاع الخاص على نحو 80% من السوق
- ارتفاع النفقات العسكرية: وتوجيه الإيرادات نحو شراء الأسلحة
- تراجع الصادرات: وانخفاض مصادر العملة الصعبة
مقارنة بالمؤشرات الدولية
البيانات الرسمية
تشير البيانات الرسمية إلى أن سعر الصرف الرسمي للدولار مقابل الجنيه السوداني يبلغ حوالي 600.50 جنيه، مما يعكس فجوة هائلة بين السعر الرسمي وأسعار السوق الموازية التي تتجاوز 3,500 جنيه










