بعد أن أكدت حركة حماس رسمياً مقتل قائدها العسكري محمد السنوار، برز اسم عز الدين الحداد المعروف بلقب “شبح القسام” كمرشح أول لخلافة السنوار في قيادة الجناح العسكري للحركة.
يُعتبر الحداد من أبرز القيادات العسكرية في كتائب عز الدين القسام، وهو حالياً قائد لواء غزة ويتولى الإشراف على العمليات العسكرية في شمال قطاع غزة بعد تأكيد استشهاد محمد السنوار.
من هو “شبح القسام”؟
عز الدين الحداد، المعروف بكنية “أبو صهيب”، هو في الخمسينيات من عمره ويحمل لقب “شبح القسام” الذي أطلقه عليه الإعلام الإسرائيلي نظراً لندرة ظهوره العلني وقدرته على تجنب محاولات الاغتيال.
يشغل الحداد منصب قائد لواء مدينة غزة التابع لكتائب القسام، وقد تمت ترقيته ليشرف على قطاع غزة بأكمله خلال الحرب الحالية. ووفقاً لتقارير إسرائيلية، فإنه يسيطر على جهاز الاستخبارات التابع للحركة في غزة ويتحكم بملف الأسرى الإسرائيليين.
المطلوب الأول لإسرائيل
أعلنت إسرائيل في نوفمبر 2023 عن مكافأة قدرها 750 ألف دولار مقابل معلومات تؤدي إلى اغتيال الحداد، مما يؤكد أهميته في الهيكل العسكري لحماس.
وقال وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس إن عز الدين الحداد وخليل الحية هما “التاليان” على القائمة الإسرائيلية بعد تأكيد مقتل السنوار.
التاريخ العسكري والنجاة من الاغتيال
نجا الحداد من عدة محاولات اغتيال أبرزها خلال عدوان الاحتلال على غزة عام 2023، كما قُصف منزله أكثر من مرة في حروب سابقة. شمل ذلك قصف منزله في حي الشجاعية خلال معركة الفرقان عام 2009، وتكرر الأمر في حربي 2012 و2021.
بعد اغتيال باسم عيسى في معركة “سيف القدس”، تولى الحداد رسمياً قيادة لواء غزة، ليصبح أحد أبرز المطلوبين لجيش الاحتلال.
دوره في عملية طوفان الأقصى
لعب الحداد دوراً محورياً في التحضير لعملية “طوفان الأقصى”، حيث عقد في السادس من أكتوبر 2023 اجتماعاً سرياً مع قادة الكتائب التابعة له ووزع عليهم الأوامر النهائية لتنفيذ الهجوم.
من أبرز تعليماته خلال الاجتماع ضرورة أسر عدد كبير من الجنود الإسرائيليين في الساعات الأولى للعملية، وبث مشاهد اقتحام المستوطنات والمواقع العسكرية بشكل مباشر.
التحديات الأمنية والقيادية
يواجه الحداد تحدياً كبيراً في قيادة كتائب القسام في ظل الظروف الصعبة والحرب المستمرة. وبحسب تقارير، فإنه يتحكم في الأسرى الإسرائيليين ولديه حق الاعتراض على المقترحات الأمريكية لوقف إطلاق النار.
كما كشف الجيش الإسرائيلي عن تغييرات كبيرة في مظهر الحداد الخارجي من خلال صور عثر عليها داخل أنفاق تحت المستشفى الأوروبي في خان يونس، مما يشير إلى محاولاته التنكر والاختفاء لتجنب الاستهداف.
مستقبل القيادة في حماس
مع تأكيد حماس استشهاد محمد السنوار، تشير التوقعات إلى أن عز الدين الحداد سيكون المرشح الأقوى لتولي قيادة الجناح العسكري للحركة. وقد أشارت تقارير إلى أن “تأكيد موته [السنوار] من شأنه أن يترك مساعده المقرب عز الدين الحداد مسؤولاً عن الجناح المسلح لحماس في جميع أنحاء القطاع”.
يأتي هذا في وقت تواجه فيه حماس تحديات كبيرة في إعادة تنظيم قيادتها العسكرية بعد استشهاد العديد من القادة البارزين، بما في ذلك محمد الضيف وإسماعيل هنية ويحيى السنوار وشقيقه محمد السنوار.










