في الأشهر الأخيرة تصدرت الفنانة المصرية بدرية طلبة المشهد الفني والإعلامي إثر تصاعد أزمتها مع جمهور السوشيال ميديا وظهور هاشتاجات تطالب بمقاطعتها. وباتت تصريحات بدرية ولحظاتها الفضفاضة على الهواء مباشرة وقوداً لجدل واسع، وأثارت ردوداً متباينة بين مؤيد ومنتقد، بينما دخلت نقابة المهن التمثيلية على الخط بقرار التحقيق الفوري على خلفية تجاوزات منسوبة لها في بث مباشر.
تفاصيل الأزمة الأخيرة وحملة “مقاطعة بدرية”
انطلقت الشرارة مع تداول مقطع فيديو لبدرية طلبة عبر صفحتها على “فيسبوك” يظهرها وسط جمهور يحتفي بها في الشارع، لتعلق عليه بآية قرآنية “لو أنفقت ما في الأرض جميعا ما ألفت بين قلوبهم ولكن الله ألف بينهم”، وتوجه رسالة شكر وامتنان للجمهور الذي وقف بجانبها رغم الهجوم الذي طالها من بعض رواد السوشيال ميديا تحت شعار “مقاطعة بدرية طلبة”. وجاء ذلك في أعقاب تداول لقطات لبدرية وهي ترد بصورة حادة على منتقديها؛ الأمر الذي دفع النقابة لإحالتها للتحقيق الفوري، باعتبار ما صدر منها تجاوزاً بحق الجمهور ويخالف ميثاق الشرف المهني للفنانين.
عبرت بدرية طلبة عن استيائها من حملة المقاطعة ساخرة: “أنا مش مياه غازية عشان تقاطعوها!… أنا الجوكر بتاعة الشغلانة، وبيجبوني علشان أدواري تعيش العمر” في أكثر من حوار إعلامي، مؤكدة أنها لن تعتزل وأن الهجوم لن يؤثر في استمرارها الفني.
بدرية بين الاعتذار والتبرير: “أنا غلطانة لكن الفيديوهات مجتزأة”
اعترفت بدرية أنها أخطأت عندما انساقت وراء استفزازات قلة من المتابعين لا يمثلون الجمهور المصري، وأكدت أنها تحت أمر نقابتها وجمهورها. أوضحت أن الفيديوهات التي استخدمت ضدها مجتزأة من سياقها الأصلي، وأنها لم تكن تقصد الإساءة لجمهورها الذي دعمها طيلة مشوارها الفني. طلبت من محبيها التماس العذر والتأكيد على أن الفيديوهات الكاملة متاحة عبر صفحاتها لمن يرغب في معرفة الحقيقة كاملة.
بدرية حاولت الاعتذار للجمهور إلا أن ردها جاء بعصبية شديدة نتيجة ضغط المتفاعلين على البث المباشر، وهو ما تكرر رغم محاولاتها الهدوء، لكن الاعتذار تضمن وضوحاً وإصراراً على إعادة الأمور نحو التصالح والاحترام.
عقوبات محتملة وتحقيقات النقابة
بحسب تصريحات نقابة المهن التمثيلية، تواجه بدرية طلبة احتمال الإيقاف المؤقت أو الشطب من عضوية النقابة، في انتظار نتيجة التحقيق الذي تتولاه لجنة مشكلة من خمسة أعضاء، أحدهم تختاره بدرية نفسها. المحامي الخاص ببدرية أوضح أن القضية ما تزال في طور التحديد لجلسة التحقيق، والتي تجمع شكاوى عدة ضد نجوم وصناع فن وليس ضد بدرية وحدها.
شائعات قتل زوجها وتجارة الأعضاء: بدرية ترد بقوة وتطالب بالدفاع عن الفنانين
من أغرب التهم التي لاحقت بدرية طلبة مؤخراً، اتهامها بقتل زوجها والاتجار في الأعضاء البشرية، وهي شائعة صادمة راجت وتداولها بعض الحسابات عبر السوشيال ميديا. بدرية ردت بانفعال شديد قائلة “أنا لو جبل هيتهز!”، وأكدت أنها تعرضت لهجوم وصل حد الاتهام في شرفها وسمعتها خلال مناسبة عائلية – فرح ابنتها – ما اضطرها إلى اتخاذ إجراءات قانونية بالقضاء ضد المتورطين.
طالبت بدرية نقابة الممثلين بأن تدافع عن الفنانين في مواجهة حملات التشويه الإلكترونية، مؤكدة ضرورة وجود فريق ردود يتصدى للإهانات والهجمات المنتظمة على مواقع التواصل الاجتماعي. وبررت صمت زميلتها وفاء عامر في مواجهة شائعات الاتجار بالأعضاء بأن النقابة فقط اكتفت بإعلان التضامن معها، فيما ظلت بدرية وحدها أمام الهجوم وقالت: “كنت بطولي في وسط ناس بيتهموني بقتل زوجي”.
نشاط فني مستمر وأعمال رمضان 2025
رغم كل تلك الأزمات، شاركت بدرية طلبة في أعمال درامية بارزة خلال موسم رمضان 2025؛ إذ قدمت دوراً في مسلسل “سيد الناس” مع الفنان عمرو سعد، ومسلسل “وتقابل حبيب” مع النجمة ياسمين عبدالعزيز، ليؤكد حضورها على الساحة الفنية وعدم تأثرها بالشائعات بصورة مباشرة.
وتواصل بدرية نشاطها عبر منصات التواصل وبرامجها الخاصة مثل “اسأل بدرية” الذي تقدم فيه حلقة أسبوعية ترد من خلالها على أسئلة ومواقف الجمهور بشكل ساخر وعفوي.
تفاعلها مع الجمهور: بين التأييد وحملات الهجوم
ورغم الهجوم، كان لبعض متابعي بدرية دور كبير في دعمها، حيث ظهرت في مناسبات عامة وهي ترقص مع جمهورها في الشارع تعبيراً عن الامتنان والحب المتبادل، مؤكدة أن الجمهور الحقيقي ليس على السوشيال ميديا فقط وإنما في الواقع، وانها تستمد منه قوتها لمواصلة العمل.
وتبقى قصة بدرية طلبة مثالاً صارخاً للصراع بين الشهرة والخصوصية، وبين جمهور الواقع وأجواء “السوشيال ميديا”، وتثبت أن الفنان قد يكون معلقاً لحظياً بين التألق الفني وتهمة أخلاقية لا أصل لها، لكنها تترك جرحاً قد يلزم سنوات لجبره. بدرية اختارت مواجهة العاصفة وليس الهروب منها، مصرة على أن حقيقتها عند محبيها وليس عند جمهور مجهول الهوية.









