شهدت العاصمة السورية دمشق، اليوم، مظاهرة رفع خلالها المشاركون الأعلام الفلسطينية، ورددوا هتافات مناوئة للمملكة العربية السعودية، متهمينها بالخيانة ورافعين شعار “يسقط يسقط آل سعود”، كما دعوا إلى إعلان النفير العام نصرة لغزة. وقد اعتبر مراقبون هذه التحركات محاولة لإثارة الفتنة وضرب العلاقات العربية، وهو ما استنكاره المرصد السوري لحقوق الإنسان بشدة.
وفي 26 أيلول الماضي، أكد محمد إسماعيل الصوفي، أحد قادة المنظمين للمظاهرة المسيئة لمصر في سوق الحميدية بوسط دمشق، خلال مقابلة رسمية عبر منصة The Keanz المحلية، أن المظاهرة كانت مرخصة من قبل الأمن العام، وأن جميع الأجهزة التابعة للحكومة الانتقالية كانت على دراية بكل تفاصيلها، بما في ذلك العبارات والهتافات التي تم ترديدها، موضحا أن المشاركين لم يتعرضوا لأي مساءلة أو تحقيق من أي جهة أمنية.
وتأتي هذه المظاهرة بعد يوم واحد من احتجاجات خرج فيها مئات المتظاهرين في شوارع دمشق للتعبير عن رفضهم للاتفاق مع إسرائيل، مرددين شعارات مناهضة للتطبيع ورافعين الأعلام السورية ولافتات ضد التطبيع، منها هتافات مؤيدة لحركة حماس مثل: “أسقطنا حكم البراميل وجاي دور على إسرائيل” و”قالوا حماس إرهابية كل سوريا حمساوية”.
استنكار شعبي ورسمي
وسط هذه التطورات، أصدرت وزارة الخارجية والمغتربين بيانا اعتذرت فيه للحكومة المصرية عن الإساءة الصادرة من بعض المتظاهرين، فيما واصل الصوفي الإدلاء بتصريحات تبرر ما قام به دون تقديم أي اعتذار، وهو ما استنكره عدد كبير من السوريين الذين اعتبروا هذه التصرفات غير معبرة عن موقف الشعب السوري.
كما أثارت المظاهرة في سوق الحميدية ومظاهرة أخرى عقب صلاة الجمعة للمطالبة بفتح المعابر بين غزة ومصر جدلا واسعا، بعد أن صدرت عبارات مسيئة للقيادة المصرية من قبل بعض المشاركين، بما في ذلك الصوفي نفسه الذي ظهر في مقاطع مصورة محمولا على الأكتاف وهو يردد الهتافات المسيئة، مما أثار استهجانا واسعا بين السوريين والإعلاميين المصريين.
موقف المرصد السوري
من جهته، شدد المرصد السوري لحقوق الإنسان على رفضه القاطع واستنكاره للهتافات المسيئة التي طالت الحكومة والجيش المصري، وكذلك المملكة العربية السعودية، معتبرا أن ما حدث تصرف مشين ولغة لا تليق بالشعب السوري وتضحياته، وتسيء إلى علاقاته مع الأشقاء العرب.
وطالب المرصد بصدور اعتذار رسمي على أعلى المستويات، مؤكدا امتنانه للشعب المصري وقيادته، وللمملكة العربية السعودية، لما قدمته من دعم وحماية للسوريين على مدى أكثر من أربعة عشر عاما.
وشدد المرصد على أن الاكتفاء ببيان مقتضب من الحكومة الانتقالية لا يرقى إلى حجم وخطورة الحادثة، داعيا إلى اتخاذ إجراءات رادعة ومحاسبة المسؤولين عن السماح بوقوع هذه التجاوزات.










