شهدت مدن إيطالية عدة، من الشمال إلى الجنوب، اليوم الجمعة 3 أكتوبر 2025، إضرابا عاما واسع النطاق دعت إليه النقابات الشعبية والاتحاد العام الإيطالي للعمل (CGIL) وعدد من الاتحادات النقابية الأخرى، تضامنا مع غزة واحتجاجا على اعتراض البحرية الإسرائيلية “أسطول الصمود العالمي”.
الإضراب، الذي استمر 24 ساعة، شمل قطاعات النقل والسكك الحديدية والطيران والخدمات العامة والخاصة، وتسبب في شلل واسع بالحركة، خاصة في العاصمة روما حيث سجلت محطة تيرميني تأخيرات وصلت إلى 150 دقيقة وإلغاء العديد من الرحلات.
سالفيني: “إضراب غير شرعي”
هاجم وزير البنية التحتية والنقل وزعيم حزب الرابطة، ماتيو سالفيني، الإضراب واعتبره “غير شرعي”، مستندا إلى قرار لجنة الضمان الفني التي أكدت عدم التزام النقابات بفترة الإشعار المحددة بعشرة أيام.
وأضاف: “المضربون يواجهون عقوبات شخصية. نحن بحاجة إلى مراجعة قانون الإضراب وفرض عقوبات صارمة.” كما اتهم المتظاهرين الشباب بأنهم “مخربون يفتعلون الفوضى ولا يكترثون لغزة”، واصفا إياهم بـ”مثيري الشغب”.

لانديني: “الإضراب دفاع عن الإنسانية”
في المقابل، قال ماوريتسيو لانديني، الأمين العام للاتحاد العام للعمل (CGIL)، إن الحشود التي ملأت الشوارع تمثل “ردا إنسانيا يعكس التضامن والأخوة ورفض الإبادة الجماعية”، مضيفا: “الحكومات تواطأت أو التزمت الصمت، لكن الشعوب لا تزال تدافع عن القيم الإنسانية.”
واتهم لانديني الحكومة بالتهديد والتشهير، مطالبا بقطع العلاقات مع إسرائيل والاعتراف بدولة فلسطين. وأضاف: “المتظاهرون هم من يدفعون الضرائب ويحافظون على هذا البلد، والحكومة عليها أن تستمع بدلا من تهديدهم.”
مشاهد من الميادين
روما: ساحة بياتزا دي تشينكويشنتو امتلأت بآلاف المتظاهرين رافعين الأعلام الفلسطينية وأعلام السلام، وسط إجراءات أمنية مشددة طوقت المنطقة منذ الصباح الباكر.

ميلانو: خرج أكثر من 30 ألف متظاهر، بحسب الشرطة، بينما قدر المنظمون العدد بنحو 100 ألف، رددوا شعارات “فلسطين حرة” وهاجموا حكومة ميلوني.
نابولي: انطلقت مسيرة “فلسطين” على أنغام الأغنية الرمزية بيلا تشاو.
كالياري: بدأت المسيرة من ساحة غاريبالدي وامتدت عبر وسط المدينة، مع تعطل واسع في النقل العام والخدمات.

مواجهة بين ميلوني والنقابات
على الصعيد السياسي، قالت رئيسة الوزراء جورجيا ميلوني، من كوبنهاغن، إن الإضراب “سيكبد الإيطاليين صعوبات كبيرة في قضية لا علاقة لها بفلسطين”، منتقدة توقيته المتزامن مع عطلة نهاية الأسبوع. ورد عليها لانديني بقسوة: “لم أتوقع أن ينحدر رئيس وزراء إلى هذا المستوى.”
الإضراب، الذي ترافق مع مسيرات ضخمة رفعت شعارات التضامن مع غزة، عكس فجوة عميقة بين الحكومة الإيطالية والنقابات العمالية، وسط جدل داخلي متصاعد بشأن علاقة روما بتل أبيب، والضغوط الشعبية لقطع التعاون العسكري معها.










