أثار مقطع فيديو متداول على نطاق واسع في إثيوبيا موجة غضب عارمة، بعد أن ظهر فيه رئيس الوزراء آبي أحمد وهو يدفع موظفة حكومية ما أدى إلى سقوطها أرضا خلال فعالية رسمية، في مشهد وصف بأنه “مهين وغير مقبول”، وأثار تساؤلات حول سلوك القيادة واحترام حقوق العاملين في المؤسسات العامة.
وبحسب الفيديو، الذي لم تعلق عليه الحكومة رسميا حتى الآن، وقع الحادث خلال زيارة آبي أحمد إلى إحدى المؤسسات التعليمية في العاصمة أديس أبابا. ويظهر المقطع لحظة تفاعل الموظفة مع رئيس الوزراء، قبل أن يقوم بدفعها بقوة ليسقطها أرضا أمام الحضور والكاميرات.
وسرعان ما انتشر المقطع على وسائل التواصل الاجتماعي، حيث عبر آلاف الإثيوبيين عن صدمتهم واستيائهم من التصرف الذي اعتبروه “إهانة للمرأة وللموظفين بشكل عام”، مطالبين بتوضيح رسمي واعتذار علني من رئيس الوزراء.
وقالت جمعية المحامين الإثيوبيين المستقلين في بيان لها:
“إن الحادثة تشكل انتهاكا واضحا لكرامة الموظفة وتخالف المبادئ الدستورية التي تنص على احترام المواطنين والمساواة أمام القانون. يجب فتح تحقيق فوري ومحايد”.
كما وصف عدد من النشطاء الحادثة بأنها امتداد لـ”سلوك سلطوي يتزايد في عهد آبي أحمد”، خاصة في ظل ما وصفوه بـ”تراجع الحريات وتضييق الخناق على الصحفيين والمعارضين”.
من جهتها، اكتفت وسائل الإعلام الحكومية بالصمت، فيما لم تعرف حتى الآن هوية الموظفة أو حالتها بعد الواقعة.
ويأتي هذا الجدل في وقت حساس سياسيا بالنسبة لحكومة آبي أحمد، التي تواجه تحديات متزايدة على الصعيدين الداخلي والإقليمي، أبرزها استمرار التوترات في إقليم أمهرة، والأزمة الدبلوماسية حول ملف “الوصول إلى البحر”، فضلا عن ضغوط حقوقية بشأن أوضاع حقوق الإنسان.
تفاعل شعبي
وسم #آبيأحمدأهان_الموظفة تصدر تويتر في إثيوبيا خلال ساعات، كما نظمت مجموعات طلابية ومهنية وقفات رمزية للمطالبة باحترام كرامة العاملين في الدولة.
ويخشى مراقبون من أن تؤدي هذه الحادثة إلى توتر جديد بين الحكومة والنقابات المهنية، خاصة مع تكرار حوادث مشابهة لرموز في السلطة اتهموا بالتعالي أو العنف ضد مواطنين وموظفين.










