في تطور لافت على الساحة السورية، أكد قائد قوات سوريا الديمقراطية (قسد)، مظلوم عبدي، رفضه دمج “قسد” بالكامل في الجيش السوري، مشددا على ضرورة الإبقاء عليها كجزء مستقل “ضمن إطار الجيش، لكن دون اندماج كامل”. جاء ذلك خلال لقائه مع الرئيس السوري أحمد الشرع في العاصمة دمشق، الثلاثاء، حيث رفع عبدي سقف المطالب الكردية، مطالبا بـ”منطقة حكم ذاتي” على غرار إقليم كردستان العراق.
مطالب سياسية وعسكرية حاسمة
طالب عبدي خلال الاجتماع بإقامة إدارة ذاتية كردية رسمية في شمال وشرق سوريا، وهو ما اعتبرته مصادر سياسية تصعيدا في خطاب قوات قسد في ظل حساسية المرحلة السياسية. وأكد أن قواته يجب أن تبقى جزءا من “معادلة الأمن السوري” دون أن يتم تفكيكها أو دمجها الكامل في القوات النظامية.
وقف لإطلاق النار بعد تصعيد في حلب
تزامن الاجتماع مع إعلان وقف فوري لإطلاق النار بين الجيش السوري وقوات “قسد” في مدينة حلب، عقب اشتباكات دارت مساء الإثنين في حيي الشيخ مقصود والأشرفية، اللذين تقطنهما غالبية كردية. وأسفرت المواجهات عن مقتل شخصين وإصابة آخرين، قبل أن تتوصل الأطراف إلى هدنة دخلت حيز التنفيذ فجر الثلاثاء.
لقاء ثلاثي رفيع المستوى في دمشق
وفي سياق التحركات الدبلوماسية، استقبل الرئيس السوري أحمد الشرع كلا من المبعوث الأمريكي الخاص إلى سوريا توماس باراك وقائد القيادة المركزية الأمريكية الأدميرال براد كوبر، بحضور وزيري الخارجية والدفاع، إضافة إلى رئيس جهاز الاستخبارات العامة.
ناقش اللقاء آخر التطورات على الساحة السورية، خاصة في شمال البلاد، وسبل تعزيز العملية السياسية وتنفيذ اتفاق العاشر من آذار، بما يضمن الحفاظ على وحدة الأراضي السورية.
موقف أمريكي داعم لـ”التكامل السياسي”
المبعوث الأمريكي توم باراك كشف عن لقاء منفصل عقده مع مظلوم عبدي، واصفا المحادثات بـ”المهمة”. وقال عبدي في بيان لاحق إن اللقاء تناول “دعم التكامل السياسي في سوريا، الحفاظ على وحدة الأراضي، وضمان استقرار المنطقة”، بالإضافة إلى مواصلة محاربة تنظيم داعش، الذي لا تزال له جيوب نشطة في شرق البلاد.
خلافات تعرقل اتفاقات سابقة
وكانت دمشق و”قسد” قد وقعتا في مارس الماضي اتفاقا مبدئيا لدمج المؤسسات المدنية والعسكرية التابعة للإدارة الذاتية في الهياكل الوطنية، إلا أن خلافات حادة لا تزال تحول دون تنفيذ الاتفاق على الأرض، أبرزها ملف الهيكل العسكري لقسد والإدارة المحلية في مناطق سيطرتها.










