تفاصيل الحفل والإعلان

شهدت الأمسية إلقاء أبو العلا كلمة بهذه المناسبة، وهو تقليد ملازم لحفل تسليم الجائزة حيث يقدم الفائز خطاباً يضيء رؤيته وتجربته في الكتابة، فيما أُعلن أيضاً أنّ الفائزة المشاركة بصفتها «كاتبة الشجاعة» سيتم تقديمها في الحدث نفسه وفق تقاليد الجائزة التي تشاركها سنوياً مع كاتب يناضل من أجل حرية التعبير وسط مخاطر شخصية جسيمة .

تؤكد رابطة القلم الإنجليزية أنّ الجائزة تستلهم خطاب بينتر في نوبل وتُمنح لكاتب مقيم في المملكة المتحدة أو أيرلندا أو الكومنولث، ممن يُظهر عزماً فكرياً «لتعريف الحقيقة الفعلية لحياتنا ومجتمعاتنا»، وهو ما مثّل مسوغ الاختيار لهذا العام بحسب لجنة التحكيم.

حيثيات لجنة التحكيم

تكوّنت لجنة التحكيم لعام 2025 من رئيسة رابطة القلم الإنجليزية روث بورثويك، والشاعرة والروائية مونا أرشي، والروائية ناديـفة محمد، وقد اختارت أبو العلا في يونيو/حزيران من العام نفسه تقديراً لـ«منظورات دقيقة وغنية» حول الإيمان والهجرة والاقتلاع.

قالت روث بورثويك إن كتابة أبو العلا «استثنائية في مداها وحساسيتها»، من القصص الوجيزة المصوغة كالجواهر إلى الروايات الرقيقة، مقدّمةً قصصاً نادرة السماع تجعل القرّاء يعيدون التفكير بمن يعيش في أحيائنا وكيف يدير حياته، مع أمل بأن تفتح الجائزة أبواباً لقرّاء جدد.

وأشارت مونا أرشي إلى أنّ أبو العلا أسهمت على مدى عقود «بجرأة ودقة في تحويل الحياة الداخلية للنساء اللواتي غالباً ما يُتجاهلن» إلى حكايات، مقدّمةً منظورات جوهرية لعصرنا حول الإيمان والهجرة والاقتلاع.

وأضافت ناديـفة محمد أنّ كتابة أبو العلا، عبر الرواية والقصة والمسرح الإذاعي، «تزاوج بين العالمي والمحلي، وبين السياسي والروحي، وبين حنين الماضي ورغبة البقاء في المكان الجديد»، مع التزامٍ بجعل حيوات وقرارات النساء المسلمات مركز السرد.

كلمة ليلى أبو العلا

قالت أبو العلا في كلمتها: «هذا مفاجئ تماماً، شكراً لرابطة القلم الإنجليزية ولجنة التحكيم على اعتبار عملي جديراً بهذه الجائزة، ويشرفني الفوز بجائزة أُنشئت تخليداً لذكرى هارولد بينتر»، مضيفةً أنّ الاعتراف «يعطي اتساعاً وعمقاً لمعنى حرية التعبير ولمن تُسمَع قصصهم» ط.

«كاتبة الشجاعة 2025»: ستيلا قيتانو

في تقليد راسخ للجائزة، يختار الفائز سنوياً «كاتب/كاتبة الشجاعة»، وقد أعلنت أبو العلا خلال الحفل اختيار الكاتبة والصحافية والناشطة الحقوقية ستيلا قيتانو، مشيدةً بكونها «كاتبة مبدئية وناشطة لا تخشى» وبأثر أعمالها في كشف تبعات الحرب والاقتلاع.

يُمنح هذا التكريم بالاشتراك مع الجائزة الأساسية لكاتب «يدافع عن حرية التعبير رغم تعرّضه لمخاطر شخصية جسيمة»، ليكون حضور قيتانو هذا العام امتداداً لخط متصل من أصوات الشجاعة التي كرّمتها رابطة القلم في نسخ سابقة.

من هي ليلى أبو العلا؟

نشأت أبو العلا في الخرطوم وتقيم في أبردين منذ عام 1990، وهي مؤلفة ست روايات من بينها «روح النهر» و«المترجم» و«منارات» و«زقاق الأغاني» الفائزة بجائزة الكتاب الاسكتلندي فرع السرد، إلى جانب مسرحيات إذاعية لـ«بي بي سي» وترجمات إلى خمس عشرة لغة

تُعد أبو العلا أول فائزة على الإطلاق بجائزة كين للكتابة الإفريقية، وهي أستاذة شرفية في مركز WORD بجامعة أبردين وزميلة في الجمعية الملكية للأدب، ما يرسّخ حضورها كصوت أدبي راسخ في المشهد البريطاني والعالمي

عن الجائزة وإرثها

أُطلقت «جائزة PEN Pinter» عام 2009 تخليداً لذكرى هارولد بينتر، وتُمنح سنوياً لكاتب «ذو قيمة أدبية رفيعة» يجسّد في أعماله روح قول الحقيقة، وقد سبق أن نالها في الأعوام الأخيرة أرونداتي روي (2024) ومايكل روزن (2023) ومالوري بلاكمان (2022) وتسيتسي دانغاريمبغا (2021).

تُنظّم الأمسية بالشراكة مع المكتبة البريطانية، فيما تحظى الجائزة بدعم من فابر وروث ماكستد، وتُمثّل منصة مرموقة لإعادة تأمل علاقة الأدب بالحقيقة وحرية التعبير في سياقات متغيرة.

السياق والدلالات

يأتي تكريم أبو العلا في عام تتعاظم فيه أسئلة النزوح والاقتلاع والحرب، وهي محاور مركزية في أعمالها التي تُنظر إليها باعتبارها «بلسماً وملاذاً وإلهاماً» وفق توصيف لجنة التحكيم، بما يعيد الاعتبار لسلطة السرد في مواجهة الألم واللا مرئي.

يضيء هذا الاختيار كذلك المشهد السوداني بما يشهده من معاناة وتحوّلات، مع إبراز أصوات الكتّاب السودانيين وجيرانهم في المنطقة ضمن أفق عالمي يتلمّس جذور المأساة ومسارات الخيال

ما التالي؟

مع تسلّم الجائزة وإلقاء الخطاب في لندن، يُرتقب أن تعيد أعمال أبو العلا اكتساب قرّاء جدد وأن تتسع دوائر التلقي، فيما يمثل اختيار ستيلا قيتانو إشارةً قوية إلى صون حرية الكلمة في وجه التهديد، امتداداً لروح الجائزة ورسالتها.

نسخة محسّنة لتحسين محركات البحث

جائزة PEN Pinter 2025: كل ما حدث

تصدّرت «جائزة PEN Pinter 2025» المشهد الأدبي مع تسلّم ليلى أبو العلا التكريم في حفل المكتبة البريطانية وإعلان ستيلا قيتانو «كاتبة الشجاعة»، في ليلة احتفت بحرية التعبير وحق السرد تحت مظلة رابطة القلم الإنجليزية.

لماذا فازت ليلى أبو العلا؟

أشادت لجنة التحكيم بمنظورات أبو العلا «الدقيقة والغنية» حول الإيمان والهجرة والاقتلاع، ورأت في أعمالها «بلسماً وملاذاً وإلهاماً» وفي مركزها حياة وقرارات النساء المسلمات بكرامة، وهو ما جعلها «كاتبة لهذا الزمن»

تفاصيل الحدث في المكتبة البريطانية

أقيمت الأمسية مساء 10 أكتوبر/تشرين الأول في قاعة بيغوت بالمكتبة البريطانية، حيث تسلّمت أبو العلا الجائزة وقدّمت خطابها، بما ينسجم مع تقليد الإعلان والتسليم الذي ترعاه رابطة القلم الإنجليزية سنوياً

كاتبة الشجاعة 2025: ستيلا قيتانو

اختارت أبو العلا الكاتبة والصحافية والناشطة ستيلا قيتانو «كاتبة الشجاعة»، احتفاءً بدفاعها عن حرية التعبير تحت المخاطر، وهو تكريم يُمنح بالاشتراك مع الجائزة الأساسية ويؤكد جوهر رسالتها الحقوقية

نبذة عن ليلى أبو العلا

نشأت في الخرطوم وتعيش في أبردين منذ 1990، وأصدرت «روح النهر» و«المترجم» و«منارات» و«زقاق الأغاني»، وكانت أول فائزة بجائزة كين للكتابة الإفريقية، وزميلة في الجمعية الملكية للأدب وأستاذة شرفية في جامعة أبردين.