في زيارة تعد الثالثة له إلى البيت الأبيض منذ عودة الجمهوريين إلى السلطة، يواجه الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي مهمة بالغة الصعوبة الجمعة، حيث يسعى لإقناع نظيره الأمريكي دونالد ترامب بالموافقة على تزويد كييف بصواريخ “توماهوك” بعيدة المدى، في وقت تعود فيه الاتصالات السياسية بين واشنطن وموسكو إلى الواجهة.
يأتي اللقاء المرتقب بين ترامب وزيلينسكي عند الساعة الأولى بعد الظهر بتوقيت واشنطن (17:00 ت غ)، وسط أجواء توتر سياسي وعسكري متصاعد، إذ سبقه اتصال هاتفي مفاجئ بين ترامب والرئيس الروسي فلاديمير بوتين، أعلن أنه تم بمبادرة من الكرملين، ووصف بأنه كان “صريحا وقائما على الثقة”.
وفي تعليق له فور وصوله إلى العاصمة الأميركية، قال زيلينسكي: “نرى أن موسكو تسارع إلى استئناف الحوار بمجرد سماعها عن صواريخ توماهوك”.
صواريخ “توماهوك”: مكسب استراتيجي أو خطر تصعيد؟
الصاروخ المجنح “توماهوك BGM-109” يتمتع بقدرات هجومية دقيقة وبعيدة المدى تصل إلى 1600 كيلومتر، ما يمنح أوكرانيا القدرة على استهداف العمق الروسي. وقد أشار الرئيس الأميركي إلى تردده بشأن تزويد كييف بهذا السلاح قائلا: “لا يمكننا استنفاد احتياطات بلدنا… نحن أيضا بحاجة إليها، لذلك لا أعرف ما الذي يمكننا فعله”.
ويتخوف مراقبون من أن منح أوكرانيا هذه الصواريخ قد يؤدي إلى تصعيد حاد مع روسيا، التي أكدت عبر بوتين أن هذه الخطوة “ستضر كثيرا بالعلاقات بين موسكو وواشنطن” وقد تقوض جهود الوصول إلى حل سلمي للنزاع.
صناعة دفاعية مشتركة؟
أفاد زيلينسكي عبر مواقع التواصل الاجتماعي بأنه التقى ممثلي شركة “رايثيون” المصنعة لصواريخ “توماهوك” و”باتريوت”، وبحث معهم إمكانيات التعاون لتعزيز القدرات الدفاعية الأوكرانية، وناقش معهم احتمالات الإنتاج الدفاعي المشترك بين أوكرانيا والولايات المتحدة.
ترامب – بوتين: تقارب مقلق لكييف
إعادة التواصل بين ترامب وبوتين، بعد فترة من الفتور، تقلق أوكرانيا. وقد أعلن الرئيس الأميركي عن نيته الاجتماع مع نظيره الروسي في العاصمة الهنغارية بودابست “خلال الأسبوعين المقبلين”، مشيرا إلى أنه يأمل في “إنهاء الحرب بين روسيا وأوكرانيا”.
وكانت القمة السابقة بين ترامب وبوتين في أغسطس/آب بألاسكا قد انتهت دون نتائج ملموسة. إلا أن استئناف الاتصالات السياسية، وكسر ترامب للعزلة الغربية المفروضة على روسيا منذ غزوها أوكرانيا في فبراير 2022، يطرح علامات استفهام حول توجهات السياسة الأميركية في المرحلة المقبلة.
موقف أوروبي حذر وترحيب بالحوار
في خضم التطورات، رحبت المفوضية الأوروبية بعقد أي لقاءات من شأنها دفع العملية السياسية في أوكرانيا، إذ قال المتحدث باسمها أولوف غيل: “نرحب بأي اجتماع يدفع قدما عملية السلام الهادفة إلى إرساء سلام عادل ودائم في أوكرانيا”.
تغير في لهجة ترامب
ورغم تشكيكه سابقا في جدوى الدعم العسكري لكييف خلال عهد الرئيس السابق جو بايدن، عبر ترامب مؤخرا عن إيمانه بقدرة أوكرانيا على الانتصار، بعدما كان قد شبه الحرب في أوروبا بـ”شجار بين طفلين في حديقة”، في تصريحات أثارت الجدل. وقال يوم الخميس: “لدينا مشكلة. هذان الاثنان لا يتفقان جيدا”، في إشارة إلى زيلينسكي وبوتين.










