في ظلّ تصاعد التوتر بين موسكو وواشنطن وتبادل العقوبات، أكّد كيريل دميترييف، المبعوث الخاص للرئيس الروسي فلاديمير بوتين لشؤون الاستثمار والتعاون الاقتصادي، أنه يتواجد حالياً في الولايات المتحدة للمشاركة في اجتماع «مخطط له منذ فترة طويلة»، معتبرًا أن هذه الزيارة تمثل دليلًا على استمرار الحوار بين البلدين رغم الأجواء السياسية المتوترة.
وقال دميترييف في تصريحات لوكالة رويترز:
“هذا الاجتماع كان مخططاً له منذ وقت طويل، ولم يُلغِه الجانب الأمريكي رغم عدد من الخطوات غير الودية في الآونة الأخيرة… سنواصل الحوار.”
وجاءت تصريحاته بعد أيام قليلة من فرض الرئيس الأمريكي دونالد ترامب عقوبات جديدة على أكبر شركتين نفطيتين روسيتين في محاولة للضغط على بوتين لإنهاء الحرب في أوكرانيا.
ورغم المكالمة الهاتفية الأخيرة بين ترامب وبوتين التي أعادت الحديث عن قمة مرتقبة، فإن الرئيس الأمريكي عاد وألغى اللقاء قائلاً إنه “قد يُعقد في وقت آخر”.
وفي مقابلة لاحقة مع برنامج “ذا ليد ويز جيك تابر” على شبكة CNN، أكد دميترييف أن الاجتماع بين بوتين وترامب سيُعقد على الأرجح في وقت لاحق، موضحاً أن التحضيرات ما زالت قائمة “لكن التوقيت لم يُحدد بعد”.
وأضاف المبعوث الروسي أن استمرار اللقاءات المقررة بين الجانبين – رغم العقوبات – يثبت أن واشنطن لا تزال راغبة في إبقاء قنوات الاتصال مفتوحة.
ورفض دميترييف الإفصاح عن أسماء المسؤولين الأمريكيين الذين سيلتقيهم خلال زيارته، بينما ذكرت تقارير من CNN وAxios أنه سيلتقي المبعوث الخاص لترامب، ستيف ويتكوف، في ميامي، إضافة إلى اجتماعات أخرى “بعيدة عن الأضواء” مع شخصيات اقتصادية وسياسية أمريكية.
وانتقد دميترييف العقوبات النفطية الأمريكية، معتبراً أنها ستأتي بنتائج عكسية وتضر بالمستهلك الأمريكي قبل أي طرف آخر:
“هذه العقوبات ستؤدي فقط إلى ارتفاع أسعار البنزين في محطات الوقود الأمريكية.”
ورغم تحفظه عن تأكيد موعد قمة جديدة بين الزعيمين، فإن المبعوث الروسي شدد على أن “الحوار الروسي الأمريكي سيستمر، لكنه لن يكون مثمراً إلا إذا حُظيت مصالح روسيا بالاحترام الكامل.”
الزيارة تأتي في توقيت بالغ الحساسية، إذ تحاول موسكو الإيحاء بأن العزلة التي تحاول واشنطن فرضها عليها «ليست كاملة». وفي المقابل، يبدو أن إدارة ترامب تترك الباب موارباً أمام مفاوضات محتملة توازن بين الضغط والعلاقة الاقتصادية.
وبينما تُصعّد العقوبات من جهة، وتُبقي قنوات التواصل مفتوحة من جهة أخرى، يبقى السؤال: هل تسعى واشنطن حقاً إلى حوار استراتيجي أم إلى اختبار صبر موسكو قبل انفجار جديد في مشهد الحرب الباردة المتجددة؟










