اندلاع احتجاجات عنيفة في دار السلام مع اقتراب فوز الرئيسة التنزانية سامية حسن بالانتخابات، في ظل قمع المعارضين، اختفاء قسري، وانقطاع الإنترنت، وسط توقعات بتعزيز سيطرة حزب CCM الحاكم.

اندلعت مظاهرات عنيفة في أكبر مدينة تنزانية، دار السلام، مع إجراء البلاد للانتخابات يوم الأربعاء، وسط توقعات بأن الرئيسة سامية سولوهو حسن ستعزز قبضتها على السلطة، في ظل تصاعد القمع واستبعاد المعارضين من السباق الرئاسي.
أظهرت مقاطع على وسائل التواصل الاجتماعي المتظاهرين يلقون الحجارة على الشرطة ومحطات وقود مشتعلة، بينما أفاد المراقب العالمي NetBlocks بانقطاع واسع لخدمة الإنترنت في البلاد، قائلاً:
“تظهر بيانات الشبكة الحية اضطراباً وطنياً، مؤكدة التقارير عن انقطاع رقمي شامل”.
حسن، التي تولت منصبها بعد وفاة سلفها جون ماجوفولي عام 2021، لم تترك شيئاً للصدفة في اختبارها الرئاسي الأول، فقد تم استبعاد منافسين من الحزبين الرئيسيين، واختُطف وانتُزع أو اعتُقل النقاد الحكوميون.

التوتر السياسي والاستبعاد المناهض للمعارضة
يتوقع المحللون تراجع المشاركة في التصويت، واحتمال حدوث اضطرابات بسبب قمع الأصوات المعارضة، وتعزيز هيمنة حسن وحزب CCM الحاكم.
وقال ديوس فالنتين، الرئيس التنفيذي لمركز التقاضي الاستراتيجي في تنزانيا:
“لن تكون تنزانيا كما كانت بعد هذه الانتخابات. نحن إما ندخل في مرحلة جديدة من الإفلات من العقاب، أو مستوى جديد من التحدي المدني. شيء ما سيتغير”.
سجل القمع واعتقالات المعارضين
بدأت حسن ولايتها بمحاولة تخفيف بعض السياسات القمعية لماجوفولي، بما في ذلك رفع حظر التجمعات السياسية، والسعي للمصالحة مع المعارضة، ما أكسبها تأييداً محلياً ودولياً.
لكن لاحقاً، تراجعت الحكومة عن بعض هذه الإصلاحات، وواجهت اتهامات بإعادة العودة إلى القمع السابق.
في يونيو الماضي، بعد اختفاء وتعذيب ناشطين من كينيا وأوغندا، طالبت خبراء الأمم المتحدة الحكومة التنزانية بوقف الاختفاء القسري للمعارضين والمدافعين عن حقوق الإنسان والصحفيين فوراً، مؤكّدين تسجيل أكثر من 200 حالة اختفاء منذ 2019.
تصاعد الغضب الشعبي قبل الانتخابات نتيجة موجة الاختطافات، ومن بين المختطفين همفري بولبول، المسؤول السابق في CCM وناقد الحكومة البارز، الذي اختُطف في بداية أكتوبر.
وفي أبريل، تم اعتقال تندو ليسو، نائب رئيس حزب المعارضة الرئيسي تشادما، بتهم الخيانة والجرائم الإلكترونية، وتم لاحقاً استبعاد حزبه من المشاركة في الانتخابات. كما تم استبعاد لوهاغا مبينا، زعيم حزب ACT-Wazalendo، ما يترك حسن تواجه منافسين محدودي التأثير من أحزاب صغيرة.
أوضاع الانتخابات واستراتيجيات المرشحين
قال نيكوديموس ميندي، باحث في معهد الدراسات الأمنية:
“المشهد السياسي قبل الانتخابات يظل مستقطباً بشدة، مع تعرض قادة المعارضة للمضايقات القانونية وتقييد الحيز المدني”.
وأضاف أن غياب حزبي تشادما وACT-Wazalendo يجعل هذه الانتخابات “الأقل تنافسية منذ إعادة إدخال التعددية الحزبية عام 1992”.
حزب CCM، الذي حكم البلاد منذ الاستقلال عام 1961، يعتبر أحد أطول القوى السياسية الحاكمة في إفريقيا.
تروج حكومة حسن لنمو اقتصادي منخفض التضخم وتحسن مؤشرات الصحة والتعليم، وتعد بـ تمكين اقتصادي لتعزيز الشمولية والفرص للمواطنين. وقالت حسن خلال تجمع انتخابي في تيميكه:
“هدفنا أن يحصل كل تنزاني على فرصة حقيقية للمشاركة في النمو الاقتصادي للبلاد”.
من بين المنافسين المسموح لهم بالترشح، سالم موليمو، رفيق لليسو في انتخابات 2000، الذي يمثل حزب Chaumma المؤلف من منشقين عن تشادما، ويعد بإصلاحات شاملة بما في ذلك دستور جديد.
تحديات المعارضة وفجوة الموارد
أشار المراقبون إلى أن منافسي حسن يفتقرون إلى الموارد والاعتراف الشعبي الكافي لمواجهة آلة الحزب الحاكم على مستوى البلاد، والتي استمرت في ترسيخ سيطرتها لعقود.
في انتخابات 2020، فاز ماجوفولي بنسبة 84.4% من الأصوات، وجاء ليسو ثانياً بنسبة 13.04%. مع وجود أكثر من 37 مليون ناخب مؤهل، تشمل الانتخابات التصويت للرئيس، وأعضاء البرلمان، والساسة المحليين.










