بحث مجلس الأمن والدفاع السوداني، برئاسة قائد الجيش الفريق أول عبد الفتاح البرهان، يوم الثلاثاء مقترح هدنة تقدمت بها ادارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لإنهاء النزاع المستمر منذ أبريل 2023، والذي أسفر عن مقتل عشرات الآلاف وتشريد أكثر من 12 مليون شخص.
تصعيد ميداني في دارفور
تأتي المبادرة الأمريكية بعد أسبوع من سيطرة قوات الدعم السريع على مدينة الفاشر، آخر معاقل الجيش في دارفور، ما منحها تحكما كاملا في عواصم الولايات الخمس بالإقليم. بينما يسيطر الجيش على شمال وشرق ووسط البلاد. ومع اقتراب الدعم السريع من منطقة كردفان، تتزايد المخاوف من تفاقم الأزمة الإنسانية.
مقترحات سابقة رفضتها الحكومة
في سبتمبر الماضي، رفضت السلطات السودانية المدعومة من الجيش مقترح هدنة منسق بين الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا وألمانيا، تضمن: هدنة إنسانية لمدة ثلاثة أشهر، ووقف دائم لإطلاق النار.
وفترة انتقالية سياسية مدتها تسعة أشهر بدون مشاركة الجيش أو قوات الدعم السريع.
الآن، تقدم الولايات المتحدة مقترحا منفردا يأمل في إيقاف القتال وإفساح المجال أمام عملية سياسية شاملة.
شهادات المدنيين من الفاشر
روى عدد من الناجين من الفاشر لوكالة فرانس برس مشاهد العنف والفوضى، حيث صادرت قوات الدعم السريع ممتلكاتهم وهواتفهم وأموالهم، وشوهدت جثث مهشمة على الطرق أثناء محاولتهم الفرار.
جهود دبلوماسية دولية
أجرى الموفد الأمريكي الخاص لإفريقيا، مسعد بولس، لقاءات في القاهرة مع وزير الخارجية المصري بدر عبد العاطي والأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط لمناقشة وقف إطلاق النار وتسهيل دخول المساعدات الإنسانية، ضمن جهود “المجموعة الرباعية” (الولايات المتحدة، مصر، الإمارات، السعودية).
تحذيرات الأمم المتحدة والمحاكم الدولية
دعا الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، الأطراف السودانية إلى الجلوس إلى طاولة المفاوضات ووضع حد لما وصفه بـ”كابوس العنف”. وأكدت المحكمة الجنائية الدولية أن الأعمال العنيفة الأخيرة قد ترقى إلى جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية.
واقع السودان الآن
مع سيطرة قوات الدعم السريع على دارفور، يبدو السودان منقسما عمليا:
الجيش يسيطر على الشمال والشرق والوسط.
الدعم السريع يسيطر على الغرب وأجزاء من الجنوب.
ورغم الدعوات الدولية المتكررة، يستمر القتال، ما يهدد حياة ملايين المدنيين ويضاعف معاناتهم اليومية، خاصة الأطفال والنساء.










