كشفت مصادر لصحيفة وول ستريت جورنال أن الرئيس الأميركي دونالد ترامب عدل عن مناقشة ملف بيع شرائح شركة «إنفيديا» المتقدمة إلى الصين خلال لقائه الأخير مع الرئيس الصيني شي جين بينغ، بعد أن نصحه كبار مستشاريه بعدم التطرق إلى هذه المسألة الحساسة.
وبحسب المصادر، فإن ترامب كان مستعداً لفتح الحوار مع شي بناءً على طلب من الرئيس التنفيذي لشركة إنفيديا، جنسن هوانغ، الذي يسعى منذ أشهر لإقناع الإدارة الأميركية بالسماح باستمرار صادرات الشركة إلى السوق الصينية، رغم القيود المفروضة على تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي المتقدمة.
لكن قبل انعقاد القمة بين الزعيمين في بوسان بكوريا الجنوبية، حذر كبار المسؤولين في الإدارة الأميركية من أن السماح ببيع شرائح «بلاكويل» المتطورة للصين سيشكل تهديداً مباشراً للأمن القومي الأميركي، إذ قد يعزز قدرات مراكز البيانات الصينية في مجالات الذكاء الاصطناعي والحوسبة الفائقة.
وذكرت الصحيفة أن بين المسؤولين الذين ضغطوا ضد الصفقة كلّاً من وزير الخارجية ماركو روبيو، ووزير التجارة هاورد لوتنيك، والممثل التجاري للولايات المتحدة جيميسون غرير، مؤكدين أن أي تنازل في هذا الملف قد يقوّض التفوق التكنولوجي الأميركي في مواجهة بكين.
وأضاف التقرير أن ترامب كان في البداية «مستعداً لتقديم تنازلات» مقابل استئناف الصين تصدير المعادن النادرة إلى الولايات المتحدة، لكنه تراجع عن الفكرة بعد تحذيرات مستشاريه، وفضّل إبقاء الملف خارج جدول المحادثات مع الرئيس الصيني.
وأوضحت المصادر أن تراجع الرئيس الأميركي عن مناقشة ملف الرقائق لم يُنهِ الجدل داخل الإدارة، إذ لا تزال الانقسامات واضحة بين من يرى ضرورة حماية التفوق التكنولوجي الأميركي ومن يعتبر أن عزل السوق الصينية قد يضر بالمصالح الاقتصادية للولايات المتحدة على المدى الطويل.
وأشار مراقبون في واشنطن إلى أن قرار ترامب يعكس إدراكاً متزايداً داخل البيت الأبيض بأن “حرب الرقائق” أصبحت جبهة رئيسية في التنافس الإستراتيجي بين واشنطن وبكين، تمتد آثارها من الأمن القومي إلى مستقبل الذكاء الاصطناعي العالمي.
وفي الوقت الذي تواصل فيه إنفيديا الضغط لاستعادة موطئ قدم في السوق الصينية، تؤكد مصادر في الكونغرس أن الإدارة الأميركية بصدد إعداد حزمة جديدة من الضوابط لتقييد تصدير التقنيات المتقدمة، في إشارة إلى أن المواجهة التكنولوجية بين القوتين لم تبلغ ذروتها بعد










