قبيل اللقاء المرتقب بين الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ونظيره السوري أحمد الشرع، تصاعدت الدعوات داخل الأوساط الدينية الأمريكية، مطالبة البيت الأبيض بالتدخل العاجل لإنقاذ الأقليات الدينية والإثنية المضطهدة في سوريا، وخصوصا في منطقة السويداء ومحيطها.
نداء عاجل إلى ترامب
في رسالة عاجلة حصلت عليها صحيفة The Daily Wire، وجه عشرات القادة الدينيين الأمريكيين — من كنائس ومنظمات مدافعة عن الحريات الدينية — نداء مباشرا إلى ترامب للضغط على الحكومة السورية من أجل رفع الحصار عن المساعدات الإنسانية الموجهة إلى المسيحيين والدروز والأكراد والعلويين.
وجاء في نص الرسالة:”نحثكم على التطرق مباشرة إلى المجازر التي يتعرض لها المسيحيون والأكراد والدروز والعلويون في سوريا، خصوصا في منطقة السويداء. هذه الأقليات تواجه القتل والتهجير والموت جوعا وحرمانا من الماء والعلاج، بينما تحتجز النساء والأطفال رهائن لدى تنظيم داعش.”
وطالبت الرسالة ترامب بالحصول على التزام واضح من الرئيس الشرع بفتح ممر إنساني من بلدة حضر إلى السويداء لتأمين المساعدات وإجلاء المدنيين قبل حلول فصل الشتاء.
اتهامات بمشاركة قوات حكومية
أشارت ديدي لوجسن، رئيسة منظمة إنقاذ المسيحيين المضطهدين التي قادت المبادرة، إلى أن “الأقليات المنسية في سوريا لا يمكنها الانتظار أكثر، وهذه الرسالة تنادي بفتح ممر إنساني يحفظ كرامة الأبرياء وحقوقهم”.
وتأتي هذه الدعوات في ظل تقارير تشير إلى تدهور الأوضاع الإنسانية في السويداء وسط تصاعد الاشتباكات. كما لفتت الرسالة إلى اتهامات سابقة لـ نيويورك تايمز بضلوع وحدات حكومية سورية في عمليات قتل وإعدامات ميدانية موثقة بالفيديو.
وفي خطوة غير مسبوقة، قدم المجلس الديني الأعلى للدروز شكوى رسمية إلى لجنة التحقيق التابعة للأمم المتحدة، متهما الرئيس الشرع بالمسؤولية المباشرة عن الانتهاكات في الجنوب السوري، وباستخدام ما وصف بـ “تكتيكات الحرب الهجينة” لإخفاء ضلوع القوات الحكومية.
وقع الرسالة شخصيات أمريكية بارزة، من بينهم الوزير الأمريكي الأسبق بن كارسون، والسفير الأمريكي السابق للحرية الدينية سام براونباك. واختتمت الرسالة بالقول: “أنت القائد العالمي الوحيد الذي يدافع عن الحرية الدينية، ونحتاج إلى صوتك مرة أخرى للدفاع عن من لا صوت لهم. سوريا الآن تنتظر صوتك”.
تأتي هذه التطورات بعد رفع وزارة الخزانة الأمريكية اسم أحمد الشرع من قوائم العقوبات، تمهيدا لعلاقات أكثر انفتاحا مع دمشق.










