أزمة الخلل البرمجي في بعض طائرات إيرباص A320 تتجه إلى الانحسار مع تنفيذ إجراءات تصحيحية سريعة عالمياً شملت تحديثات برمجية وفحوصات مستهدفة وإصدارات توجيه صلاحية طيران من الجهات المنظمة.
ورغم ذلك، تستمر بعض القيود والآثار المرتبطة بمسألة محركات GTF على طائرات A320neo لفترة أطول، وإن كانت في مراحلها المتأخرة ضمن خطة صيانة وإصلاح ممتدة.
ما طبيعة الخلل؟كشفت تحليلات لحادث حديث أن الإشعاع الشمسي الشديد قد يسبب إفساد بيانات حساسة في طائرة من عائلة A320، ما استدعى إجراءً احترازياً واسعاً على أسطول العائلة حول العالم.
ونتج عن ذلك توجيهات باستدعاء برامجي كبير على بعض الطائرات وتطبيق تحديثات أو العودة مؤقتاً لإصدار برمجي سابق، مع توقّف وجيز لجزء من الأسطول أثناء التنفيذ.
شملت الإجراءات فحص برمجيات التحكم بالطيران والتأكد من تكامل الأجهزة المرتبطة وفق ما أقرّته تعليمات المصنع والسلطات.
استجابة عالمية سريعة
أعلنت شركات تشغيل عن إتمام أعمال الفحص والتحديث دون إلغاء رحلات ومع تأخيرات طفيفة فقط، بما يعكس استجابة تشغيلية منضبطة قلّصت أثر الاستدعاء على جداول الطيران.
وأصدرت الجهات المنظمة الأوروبية والأمريكية توجيهات صلاحية طيران، مع تنسيق وثيق مع إيرباص لنشر حزم برمجية وفحوصات تحقق عبر الأسطول.
وترافق ذلك مع توجيهات فنية هيكلية منفصلة لعائلة A320 في 2024 تتعلق بمناطق ضغط الهيكل والعتبات الزمنية للفحص، في إطار نهج وقائي أشمل للسلامة الجوية.
محركات GTF: أثر موازٍ أطول
بالتوازي، واجهت طائرات A320neo المزودة بمحركات Pratt & Whitney PW1100G أزمة “مسحوق معدني ملوث” استدعت إزالة مئات المحركات للتفتيش والإصلاح، بزمن دورة يتراوح عادة بين 250 و300 يوم للمحرك.
قُدّر أن يبقى متوسط نحو 350 طائرة على الأرض خلال 2026 مع ذروة التأثير في النصف الأول من 2024، مع برامج تعويضات ودعم تشغيلي للعملاء من الشركة المصنعة.
وعلى الرغم من استمرار آثار هذه المسألة لدى بعض المشغلين حتى 2027 وفق توقعات شركات، تشير تحديثات الصيانة أن برنامج الفحص دخل مرحلته الأخيرة ضمن موجة تمتد قرابة ثلاث سنوات.
قيود تشغيلية إضافية
أعلنت إيرباص تقييد الإقلاع في ظروف تجمد محددة لفئات من الطائرات ذات الممر الواحد المزودة بمحركات PW1100G، كإجراء احترازي إضافي في الطقس البارد.
هذه القيود التشغيلية المؤقتة جزء من مصفوفة إجراءات السلامة وتأتي بالتوازي مع أعمال تحديث البرمجيات والفحوصات، ما يدعم مستويات أمان عالية مع أقل اضطراب ممكن للتشغيل.
وتعكس هذه السياسات ثقافة “الحد من المخاطر” عبر تعدد الطبقات التنظيمية والتقنية، من البرمجيات إلى الإجراءات التشغيلية.
أين تقف الأزمة الآن؟
تظهر المؤشرات أن الاستدعاء البرمجي يسير نحو الاكتمال بوتيرة سريعة مع إنجاز شركات عمليات التحقق والتحديث عبر الأساطيل وتقليص زمن التعطل إلى الحد الأدنى.
وتواصل الجهات المنظمة تعزيز الإشراف عبر نشر نشرات صلاحية طيران وتحديثات تعليمات الصيانة والبرمجيات، ما يعجّل بإغلاق الملف البرمجي.
أما ملف محركات GTF فيتجه تدريجياً نحو الاستقرار مع بقاء “ذيول” تشغيلية لدى بعض الشركات حتى ما بعد 2026، لكنه لم يعد أزمة فورية على مستوى السلامة بقدر ما هو تحدٍ لطاقات الصيانة وتوافر المحركات الاحتياطية.
|يعزز إعلان إيرباص عن “إجراء احترازي لأسطول العائلة” بعد حادث مرتبط بإشعاع شمسي رواية أن الاستجابة كانت سريعة ومحددة الهدف، مع انتقال المنظومة سريعاً إلى وضع التنفيذ.
تؤكد تقارير إخبارية أن جزءاً كبيراً من الاستدعاء البرمجي أمكن التعامل معه عبر تحديثات أو تراجع مؤقت لنسخ سابقة، ما قلّص زمن التعطل الفعلي.
وتُظهر تجارب تشغيلية حديثة أن شركات قادرة على استكمال المتطلبات دون إلغاء رحلات، وهو مؤشر قوي على قرب إغلاق الشق البرمجي للأزمة.
عملياً، يمكن توصيف المشهد بأنه انتقال من “أزمة” إلى “إدارة مخاطر مستمرة”: البرمجيات تُحدّث وتُختبر بسرعة، والقيود التشغيلية تُفعّل ظرفياً، والبرامج الهيكلية ومحركات GTF تمضي نحو الاستقرار وفق جداول صيانة محسوبة.
وبقدر ما يكمل المشغلون حزم التحديث والفحص، تتراجع المخاطر المتبقية إلى مستوى منخفض، بينما تُدار تحديات المحركات باعتبارها مسألة توريد وصيانة أكثر منها ملف سلامة آنية.
بهذه الصورة، تبدو أزمة خلل A320 في شقها البرمجي على وشك الانتهاء، فيما تُستكمل الحلول المتوسطة الأجل لشق المحركات لضمان استعادة الجاهزية الكاملة للأساطيل.










