رواندا، 5 ديسمبر 2025 – تجاوز أكثر من 700 مواطن كونغولي عبروا الحدود إلى رواندا، هربًا من تجدد الاشتباكات بين قوات الحكومة الكونغولية ومتمردي مجموعة مارس ٢٣ “M23 ” المدعومة من رواندا في شرق جمهورية الكونغو الديمقراطية، وفقًا لما أعلنته السلطات المحلية يوم الجمعة.
ويأتي تدفق اللاجئين في اليوم التالي لتوقيع الرئيسين الكونغولي فيليكس تشيسيكيدي ورواندي بول كاغامي، على اتفاق سلام بوساطة الولايات المتحدة، يهدف إلى وضع حد لعقود من النزاع الدموي في المنطقة.
وأشار المسؤول المحلي في مقاطعة روسيزي الغربية الحدودية مع الكونغو، فانويل سندايهيبا، إلى أن النساء والأطفال يشكلون غالبية اللاجئين، مؤكدًا أن الحكومة توفر لهم مأوى مؤقتًا في مركز عبور مجهز بالاحتياجات الأساسية من طعام وأغطية.
أظهرت مقاطع فيديو على وسائل التواصل الاجتماعي أعمدة من الأشخاص النازحين يتجهون نحو رواندا عبر معبر بوغاراما-كمانيولا الحدودي، بعضهم يحمل ممتلكاته ومواشيه.
شهدت صباح الجمعة تصعيدًا في القتال قرب بلدة لوفونجي بمقاطعة جنوب كيفو، بين قوات الحكومة الكونغولية ومتمردي M23، مما تسبب في نزوح جماعي للسكان المحليين. ووفقًا لمنصة Une.cd الإخبارية المحلية، شنت المتمردون هجمات منسقة على مواقع القوات الحكومية منذ ساعات الفجر.
من جهته، ادعى متحدث باسم مجموعة M23 أن القوات الكونغولية وحلفاءها شنت “هجمات على مناطق مكتظة بالسكان في شمال وجنوب كيفو باستخدام الطائرات المقاتلة والطائرات المسيّرة والمدفعية الثقيلة”، مشيرًا إلى أن قنبلتين أُطلقتا من بوروندي الخميس مساءً قرب بلدة كمانيولا أسفرتا عن مقتل أربعة أشخاص وإصابة اثنين بجروح خطيرة. ولم يصدر رد رسمي من الحكومة الكونغولية حول هذه المزاعم.
ورغم اتهامات رواندا بدعم المتمردين، نفت كيغالي هذه الاتهامات بشكل مستمر.
في يوم توقيع الاتفاق، قال الرئيس الأمريكي دونالد ترامب: “اليوم نلتزم بوقف عقود من العنف وإراقة الدماء، وبدء عهد جديد من الانسجام والتعاون بين جمهورية الكونغو الديمقراطية ورواندا”. وأكد الرئيس كاغامي أن الاتفاق بوساطة الولايات المتحدة يوفر “كل ما يلزم لإنهاء هذا النزاع نهائيًا”، فيما شدد تشيسيكيدي على أن اتفاقيات واشنطن تهدف للسلام والازدهار، و”يجب أن تكون لشعوبنا رمزًا لالتزام لا رجعة فيه لفتح صفحة جديدة من التعاون والسلام المستدام في المنطقة”.
ويشير مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية إلى أنه بين يوليو وأكتوبر من هذا العام، تم نزوح أكثر من 123,600 شخص في الكونغو نتيجة الهجمات المسلحة والصراعات القبلية والكوارث الطبيعية.










