لا يزال المشهد في بنين، اليوم، يشهد تضاربًا كبيرًا في المعلومات عقب إعلان السلطات الحكومية عن إحباط محاولة انقلابية في العاصمة كوتونو، في وقت تُظهر فيه مقاطع فيديو متداولة استمرار اشتباكات مسلحة وعدم استقرار أمني، بينما تؤكد المجموعة الانقلابية أنها لا تزال تسيطر على مؤسسات الحكم الرئيسية.
وفي الساعات الأولى من صباح اليوم، ظهرت مجموعة عسكرية تطلق على نفسها اسم “اللجنة العسكرية للتجديد” (CMR) بقيادة المقدم باسكال تيغري، معلنةً تولي السلطة بعد دخولها مقر الرئاسة في معسكر غويزو والسيطرة على مبنى التلفزيون الوطني (ORTB).
وقد بثّت المجموعة بيانًا عبر التلفزيون أعلنت فيه عزل الرئيس باتريس تالون، وتعليق الدستور، وحل البرلمان والحكومة، وإغلاق الحدود البرية والجوية.
إحباط انقلاب عسكري في بوركينا فاسو وتعديلات واسعة في صفوف الجيش
وبررت المجموعة تحركها بما وصفته بـ“فشل الحكم”، مشيرة إلى تفشي الفساد وصدور قوانين قمعية، إضافة إلى التدهور الأمني شمال البلاد.
مشاهد دعم شعبي… قبل تدخل القوات الموالية
ووفقًا لمصادر محلية، شهدت عدة أحياء في كوتونو خروج حشود وصفت بأنها ضخمة للتعبير عن دعمها للتحرك العسكري، حيث ظهرت آلاف من المواطنين وهم يلوحون بالأعلام ويرددون شعارات مؤيدة للمتمردين أمام القصر الرئاسي والتلفزيون الوطني.
محاولة انقلاب فاشلة تهز كوتونو: الجيش يستعيد السيطرة على بنين
لكن هذه المشاهد لم تستمر طويلًا، إذ تدخلت القوات الموالية للرئيس تالون لتفريق التجمعات، ما أدى إلى تسجيل مناوشات في مناطق متفرقة.
السلطات الموالية لتالون: “السيطرة تامة… والمجموعة صغيرة”
في المقابل، أكدت مصادر قريبة من الحكومة أن محاولة الانقلاب تم احتواؤها، وأن السيطرة أُعيدت إلى الجيش النظامي. وأضافت المصادر أن المجموعة المتمردة “كانت تسيطر على التلفزيون فقط”، وأن الجيش “أعاد ترتيب صفوفه بشكل كامل”.
وشوهدت مروحيات عسكرية تحلّق فوق العاصمة، تزامنًا مع نشر واسع للقوات في محاور رئيسية حول القصر الرئاسي.
مخاوف إقليمية من موجة انقلابات جديدة
تأتي هذه التطورات ضمن سلسلة من الاضطرابات التي شهدتها منطقة غرب إفريقيا خلال السنوات الأخيرة، مع الإطاحة بحكومات في النيجر ومالي وبوركينا فاسو، وسط تصاعد تهديد الجماعات الجهادية وانتقادات للأنظمة السياسية المتهمة بالفساد أو الاستبداد.
ويواجه الرئيس باتريس تالون، الذي يحكم منذ 2016 وأعيد انتخابه في 2021 وسط مقاطعة من المعارضة، اتهامات متكررة بالتضييق السياسي، وهي عوامل يعتبرها مراقبون جزءًا من خلفيات الاحتقان الحالي.
اشتباكات وإطلاق نار حديث عن انقلاب عسكري في غينيا بيساو “فيديو”
إدانات دولية وتحذيرات للمواطنين
أدانت الإيكواس والاتحاد الأفريقي محاولة الانقلاب، وطالبا باحترام النظام الدستوري واستعادة الهدوء بشكل عاجل.
من جهتها، دعت سفارة فرنسا في كوتونو رعاياها إلى البقاء في أماكن آمنة وتجنب التنقل، وسط مخاوف من تجدد الاشتباكات.
أما حكومة بنين، فأصدرت بيانًا مقتضبًا أكدت فيه أن الوضع تحت السيطرة، ودعت المواطنين إلى “الابتعاد عن أماكن التوتر واستئناف أنشطتهم بحذر”.









