مقتل المليشياوى الدولى الشهير «العمو» في صبراتة بعد عملية أمنية واسعة
مقتل أحمد الدباششي المعروف بـ«العمو»، أحد أخطر قادة الميليشيات والمرتكبين لجرائم الاتجار بالبشر في غرب ليبيا، خلال عملية أمنية استهدفت مخبئه في صبراتة، وسط إصابة عناصر أمنية واعتقال شقيقه، في ضربة قوية لشبكات التهريب والجريمة المنظمة.
ليبيا: ١٣ ديسمبر ٢٠٢٥
أطوت ليبيا صفحة أحد أخطر المطلوبين دولياً، الميليشياوي وتاجر البشر أحمد عمر الفيتوري الدباششي، المعروف إعلامياً بـ«العمو»، بعد مقتله خلال عملية أمنية واسعة نفذها «جهاز مكافحة التهديدات الأمنية» التابع لرئاسة حكومة الوحدة الوطنية المؤقتة في مدينة صبراتة، على بُعد 70 كيلومتراً غرب طرابلس.
وأفاد الجهاز الأمني بأن العملية جاءت رداً على هجوم مسلح استهدف إحدى نقاط التفتيش التابعة له قرب تقاطع المستشفى بصبراتة. وأكدت المصادر الرسمية أن الاشتباكات أسفرت عن مقتل «العمو»، واعتقال شقيقه صالح الدباششي، وإصابة عدة عناصر من مجموعته بجروح خطيرة، في حين أصيب ستة من عناصر الجهاز بجروح بالغة تم نقلهم على إثرها إلى قسم العناية الفائقة.
وأوضح الجهاز في بيان رسمي أن هذه العملية تأتي ضمن جهوده المستمرة لتفكيك شبكات تهدد الأمن العام، مؤكداً أنه «لن يتسامح مع أي شخص يهدد السلامة الوطنية»، وأن العمليات الأمنية ستستمر بسلطة كاملة ووفق القانون.
مسيرة «العمو» الإجرامية
يُعد أحمد الدباششي منذ عام 2015 من أبرز تجار البشر في غرب ليبيا، حيث أسس ميليشيا قوية سيطرت على طرق الهجرة غير الشرعية على طول ساحل صبراتة، وأدارت مراكز احتجاز سرية للمهاجرين الأفارقة، كما سيطرت على ممرات التهريب الرئيسية، مستغلة الانقسامات المحلية وضعف الرقابة الأمنية.
وحظيت أنشطة «العمو» بإدانة دولية، بما في ذلك تقارير الأمم المتحدة التي وثقت الانتهاكات بما فيها التعذيب، والابتزاز، والعمل القسري. وقد أدرج مجلس الأمن الدولي الدباششي على قائمة العقوبات في 2017، وهو مطلوب لدى المحكمة الجنائية الدولية والسلطات القضائية الليبية بتهم تشمل القتل، والتعذيب، والاتجار بالبشر، وتهريب المخدرات، وتشغيل مجموعات مسلحة غير قانونية.
على الرغم من أن هجوماً عسكرياً في 2017 أجبره على مغادرة صبراتة مؤقتاً، إلا أنه تمكن لاحقاً من العودة وسط تحالفات محلية متغيرة، ما أثار انتقادات حول عدم انتظام تطبيق القانون ضد قادة الميليشيات المدرجين على قوائم العقوبات الدولية.
تأثير العملية الأمنية الأخيرة
أفادت مصادر ليبية أن العملية الأمنية الأخيرة عطلت عدة مراكز تهريب كانت تحت سيطرة «العمو»، ما يعكس تراجع نفوذ الشبكات التي ازدهرت تحت حمايته، ومؤشراً إلى تغيير محتمل في البيئة السياسية والأمنية التي كانت تسمح لبقائه.
وتأتي هذه الضربة الأمنية ضمن سلسلة من العمليات التي تستهدف تفكيك التشكيلات المسلحة في غرب ليبيا، والتي شهدت خلال العامين الماضيين مقتل عدة قادة ميليشيات، من بينهم عبد الغني الككلي المعروف بـ«غنيوة» في مايو 2025، وعبد الرحمن ميلاد المعروف بـ«البيدجا» في سبتمبر 2024، ما يعكس تصاعد الصراع على النفوذ بين الجماعات المسلحة في المنطقة.
ويعيش المشهد الليبي حالة من الانقسام العسكري والأمني بين حكومتين، واحدة في الغرب برئاسة عبدالحميد الدبيبة، وأخرى في الشرق والجنوب برئاسة أسامة حماد، وسط تساؤلات حول قدرة محمد بحرون («الفار») على فرض سيطرته على صبراتة بعد هذه العملية، وما إذا كانت سلسلة استهداف قادة التشكيلات المسلحة ستستمر في المستقبل.
مقتل «العمو» يمثل ضربة قوية لشبكات الاتجار بالبشر والتهريب في غرب ليبيا، لكنه في الوقت نفسه يسلط الضوء على هشاشة النظام الأمني الليبي، وأهمية استمرار الجهود القانونية والأمنية لضمان استقرار المدن وملاحقة الجناة وتفكيك شبكات الجريمة المنظمة.










