أسمرة، إريتريا – أعلنت الحكومة الإريترية انسحابها رسميًا من الهيئة الحكومية الدولية المعنية بالتنمية «إيغاد»، متهمة التكتل الإقليمي لشرق أفريقيا بفقدان ولايته القانونية وسلطته والعمل بما يتعارض مع مصالحها، في خطوة تتزامن مع تصاعد التوترات مع الجارة إثيوبيا، ما أثار قلقًا أمميًا متزايدًا حيال استقرار المنطقة.
وقالت وزارة الخارجية الإريترية في بيان صدر الجمعة إن قرار الانسحاب جاء نتيجة فشل «إيغاد» في الإسهام بشكل فعّال في تحقيق الاستقرار الإقليمي، معتبرة أن المنظمة لم تعد تقدم أي قيمة استراتيجية حقيقية للدول الأعضاء أو لأصحاب المصالح المشتركة. ويُعد هذا الانسحاب الثاني لإريتريا من التكتل، بعد خروجها الأول عام 2003 قبل أن تعود إلى عضويته مجددًا قبل نحو عامين.
من جهتها، أعربت «إيغاد» عن أسفها لقرار أسمرة، مشيرة إلى أن إريتريا لم تشارك في أي من اجتماعات المنظمة أو أنشطتها منذ يونيو 2023، ودعتها إلى إعادة النظر في القرار والعودة بروح من حسن النية لتعزيز التعاون الإقليمي، مؤكدة أن أسمرة لم تتقدم بأي مقترحات إصلاحية ملموسة خلال الفترة الماضية.
ويأتي هذا التطور في سياق توتر متصاعد بين إريتريا وإثيوبيا، رغم توقيعهما اتفاق سلام عام 2000 أنهى حربًا حدودية دامية بين البلدين. وتتهم أسمرة أديس أبابا بالسعي إلى الوصول إلى موانئها على البحر الأحمر، وعلى رأسها ميناء عصب، فيما تتهم إثيوبيا إريتريا بدعم جماعات مسلحة والاستعداد لمواجهة عسكرية محتملة.
وفي هذا السياق، أعرب الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش عن قلقه البالغ إزاء تصاعد الخلاف بين الجارتين، داعيًا الطرفين إلى احترام اتفاقية الجزائر، والالتزام بسيادة كل منهما وسلامة أراضيه. ويحذر مراقبون من أن أي تصعيد جديد بين البلدين قد يقوض السلام الهش في منطقة القرن الأفريقي، التي تعاني أصلًا من أزمات أمنية وسياسية متشابكة.










