أولا: لا يختلف اثنان ان للعراق بصمة تاريخية في جميع العصور وصولا لعصرنا الحالي. والقضية ليست شوفينية من الكاتب بل هذه حقيقة تاريخية وحضارية. ولا يختلف اثنان ان للعراق عمق تاريخي غائص في علم الآثار والحضارات والأساطير والاديان. وفيه تأسست اول نواة للمجتمع في عصر البشرية على يد سيدنا إبراهيم عليه السلام في مدينة اور في جنوب العراق فهو اول من اسس الاستقرار والمجتمع.
وكانت بلاد الرافدين صاحبة الفضل على البشرية في العلوم والاكتشافات، فمنها تعلمت البشرية الكتابة والرياضيات والهندسة والفنون والموسيقى والطب والقوانين فيما عرجنا على قوانين الخليفة البابلي العظيم حمورابي.
وفي العراق خاصية فريدة ولوحده في العالم حيث هناك بقعة ارض مقدسة يحج لها اليهود والمسلمين والمسيحيين معا وهذه حالة فريدة، اي انها مقدسة في ( اليهودية والمسيحية والإسلام) وهي مدينة سيدنا إبراهيم ” اور ” في جنوب العراق!.. ولا يختلف اثنان ان ارض العراق ترصعت بقبور وآثار وشواهد الاولياء والصالحين والعظماء ومنذ فجر التاريخ. وهو الوطن الذي منه انبثقت الدورة الاجتماعية الكونية وهو الوطن الذي مدحه واشاد فيه وبأهله رسول الله محمد صلى الله عليه وآله وسلم. وهو الوطن الذي سيبرز منه ( المصلح والمنقذ والمهدي في آخر الزمان ). فهل هذا بلدا عاديا؟ الجواب: كلا!
ثانيا: وألأهم من كل الذي ورد أعلاه ومن اجله تقرر غزو واحتلال العراق والبقاء فيه وتعطيل جميع الميادين فيه ونشر الجهل والخرافة فيه، وتخريب الزراعة والصناعة والصحة والكهرباء، وتدمير التعليم وتعطيل البحث العلمي، وتهجير العقول العراقية، وفتح المجال للفاشلين والمزورين والتافهين ليقودوا المرحلة والمؤسسات، ومحاولة اسقاط المجتمع العراقي في الماديات والحثالة.
ومحاربة الأصالة والقيم والمبادىء، ونشر ثقافة الجنس والشذوذ والمخدرات. وتدمير الاسرة والاجيال، وتدمير عروبة رسول الله في العراق. لكي يقودوا هم ” حقبة_التمكين” وبدأوا بها الآن في العراق ليكونوا هم من يقرر كل شيء في العراق للسنين القادمة وبدلا من اهل العراق الرافدينيين الأصليين من خلال بسط الهيمنة الكاملة على جميع ميادين العراق وليس من اجل النفط والثروات فقط بل ( لكي يهيمنون على اسرار العالم والبشرية والفلك التي لازالت تعمل في العراق فقط بسبب بقاء حضارة وادي الرافدين حية ولم تتحول إلى حضارة جنائزية ميتة اسوة بجميع حضارات العالم.. وهي التي تحتوي على الاسرار والطلاسم التي حفظها الله لأحفاد الرافدينيين الاقحاح لينطلقوا بالدورة الكونية من جديد ومثلما انطلقت من قبل من اور في جنوب العراق ) ….وهذا هو السر الكوني الذي جعله الله تعالى في العراق لآخر الزمان ( وبالمناسبه هناك قائد ورجال ذخر الله لهم هذه الاسرار وسوف يآتون لا محال )؟.فالولايات المتحدة والغرب وإسرائيل والإنجيليون والحاخامات جميعهم يريدون قطع الطريق على هذا القائد ورجاله لانهم لا يريدون ان يصل إلى هذه الاسرار العراقيون اطلاقا. بل يريدون هم الهيمنة على هذه الأسرار لكي يقودون البشرية!
ثالثا: وطبيعي ان الكلام الذي ورد أعلاه لا يستوعبه الجهلة والأميين والعملاء الجدد. ولن يستوعبه من ليس لديه دين وثقافة وايمان وعلم. لانه كلام كبير جدا عليهم ويعتبرونه نوع من الهذيان والخرافة!
رابعا:لهذا لن نستبعد اطلاقا ان تكون نهاية امريكا ومن معها في العراق ويكسر ظهرها ومثلما كسرت ظهر العراق وحولته من دولة مهمة إلى دولة فاشلة، ومن مجتمع مضروب به المثل بالشجاعة والقيم والمبادىء والعروبة والدين الوسطي والثقافة والعلم والعلماء إلى مجتمع ينخر به الجهل والخرافة والشذوذ والمخدرات وجميع ماهو غير عقلاني وغير شرعي وغير اخلاقي.وبالضبط مثلما فعلوا بدولة_الفلبين التي كانت قوية وفيها مجتمع قوي في المبادىء والقيم والايمان فحولوه إلى تجارة الجنس والمخدرات والشذوذ واصبح شعب خدمات وجنس ومساج!
خامسا:فالضارة التي يتكلمون عنها جميعهم في العراق بانها رجس يجب ازالته والقضاء عليه وهي ( المليشيات والفصائل المسلحة والحشد الشعبي وغيرهم ).. فربما تكون هذه الضارة نافعة عند ساعة الصفر، وربما يكون هذا الرجس الذي يتكلمون عنه ويحشدون ضده يكون عمل حميد عند ساعة الصفر. وربما ان هذه الشيطنة التي يشيطنون بها المليشيات والحشد والفصائل في العراق وحزب الله في لبنان والحوثيين في اليمن تنقلب على امريكا وإسرائيل عند ساعة الصفر في العراق!
سادسا:-فكل شيء جائز … فامريكا ليس كل شيء وحتى وان تمكنت من العراق فكيف ستمضي وتسيطر ( فالعراق اليوم ليس عراق 2003..العراق اليوم يمتلك جيوش رديفه مسلحة ومدربة وتمتلك الاموال وبسهولة تقود مقاومة شرسة جدا ضد امريكا ومن معها ). ناهيك ان هناك ارادة الله تعالى. وهناك حلول السماء بالنسبة للعراق بعد ان عجزت حلول الارض فيه بسبب النفاق والرياء والابتعاد عن الله!










