القاهرة | السبت 20 ديسمبر 2025 كشفت سجلات رسمية في بريطانيا عن قرار الملياردير المصري ورجل الأعمال البارز، محمد منصور، بنقل مقر إقامته الدائم من المملكة المتحدة والعودة إلى موطنه الأصلي مصر، وذلك بالتزامن مع موجة هجرة جماعية للأثرياء من بريطانيا بسبب التعديلات الضريبية الأخيرة.
من “أمين مال المحافظين” إلى مغادرة البلاد يُعد منصور (77 عاماً) أحد الشخصيات المحورية في المشهد المالي والسياسي ببريطانيا؛ حيث شغل منصب الأمين المالي الأول لحزب المحافظين بتعيين من رئيس الوزراء السابق ريشي سوناك، وقدم تبرعاً سخياً للحزب بلغ 5 ملايين جنيه إسترليني في عام 2023. ووفقاً لتقارير “بلومبرغ”، كان منصور يقيم رسمياً في لندن منذ عام 2016 على الأقل، حيث أدار استثماراته العالمية من حي “مايفير” الراقي.
الهروب من “قبضة الضرائب” البريطانية تأتي مغادرة منصور في وقت تشهد فيه المملكة المتحدة نزوحاً للمليارديرات، نتيجة إصلاحات ضريبية صارمة استهدفت المقيمين غير الحاملين للجنسية البريطانية (Non-Doms). وتضمنت التغييرات:
إلزام المقيمين الأجانب بدفع ضرائب على دخلهم العالمي بعد 4 سنوات فقط من الإقامة.
توجه حزب العمال نحو إلغاء الإعفاءات الضريبية على الميراث للأصول المودعة في صناديق استثمار خارجية.
عودة إلى الجذور.. مسار عالمي للأثرياء لم يكن منصور الوحيد في هذا المسار؛ حيث فضل العديد من أباطرة المال العودة إلى أوطانهم بدلاً من الانتقال إلى ملاذات ضريبية مثل موناكو أو دبي. وانضم منصور بهذا القرار إلى أسماء عالمية مثل مؤسس شركة “بست سيلر” الدنماركي، وأحد مؤسسي “إيه بي إن بيف” البلجيكي، الذين فضلوا العودة إلى بلدانهم الأصلية.
إمبراطورية منصور الاقتصادية يترأس محمد منصور “مجموعة منصور” التي بدأت نشاطها في تصدير القطن عام 1952، لتتحول اليوم إلى واحدة من أكبر المجموعات الاقتصادية في العالم، بقطاعات تشمل:
التكنولوجيا: استثمارات مبكرة في “إير بي إن بي” و”سبوتيفاي”.
الصناعة: امتلاك واحدة من أكبر وكالات “كاتربيلر” العالمية.
التجارة والعقارات: انتشار واسع في قطاعات الأغذية والمقاولات.
يُذكر أن منصور قد مُنح لقب “فارس” (Sir) العام الماضي تقديراً لإسهاماته في قطاع الأعمال والعمل الخيري والخدمة السياسية في بريطانيا، وهو ما يجعل مغادرته بمثابة ضربة معنوية واقتصادية لجاذبية لندن كمركز مالي للأثرياء.










