في تطور أمني خطير أثار مخاوف واسعة بين المعارضين الأفغان في الخارج، كشفت مصادر أفغانية عن اغتيال الجنرال إكرام الدين ساري، رئيس اللجنة السياسية لجبهة المقاومة الوطنية الأفغانية وقائد شرطة ولاية تخار السابق، إثر هجوم مسلح استهدف منزله في مدينة مشهد الإيرانية.
تفاصيل الهجوم الدامي
أفادت المصادر بأن الهجوم أسفر عن مقتل الجنرال ساري وأحد رفاقه، بينما أصيب شخص آخر بجروح خطيرة. وكان الجنرال ساري قد لجأ إلى إيران عقب سقوط كابل وعودة حركة طالبان إلى السلطة، حيث تعرض هناك للاحتجاز والاستجواب من قبل السلطات الإيرانية في وقت سابق من عام 1403 (حسب التقويم الهجري الشمسي).
جبهة المقاومة تتوعد: “جريمة شنيعة واستهداف عابر للحدود”
أصدرت جبهة المقاومة الوطنية الأفغانية بياناً رسمياً من طهران، الأربعاء، نعى فيه رئيس لجنتها السياسية، علي ميثم نظري، الجنرال الراحل، واصفاً عملية الاغتيال بـ “الجريمة الشنيعة”.
وجاء في بيان نظري:
خسارة فادحة: اعتبر مقتل ساري فقداناً لأحد أبرز المدافعين عن الشعب الأفغاني ضد التهديدات الأمنية لسنوات طويلة.
اتهام صريح لطالبان: أكد نظري أن الحادثة تثبت أن حركة طالبان تستهدف خصومها “أينما كانوا”، مشيراً إلى أن الاغتيال يرمز لاستمرار سياسات الحركة العنيفة وتمددها خارج حدود أفغانستان لنشر عدم الاستقرار في المنطقة.
دعوة للمقاومة: شدد البيان على أن السبيل الوحيد لإنقاذ البلاد هو “التحرر الكامل والمقاومة” ضد الوضع الراهن.
سلسلة اغتيالات تثير ذعر اللاجئين العسكريين
أثارت هذه الحادثة موجة من القلق بين مئات الجنود والقادة السابقين الذين فروا إلى إيران وباكستان خوفاً من انتقام طالبان. وتأتي هذه العملية بعد وقت قصير من مقتل محمد معروف، أحد أبرز قادة “إسماعيل خان”، في منزله بمدينة مشهد أيضاً، مما يشير إلى نمط من العمليات التي تستهدف رموز المعارضة في منفاهم.
خلفية الأزمة
منذ سيطرة طالبان على الحكم قبل أربع سنوات، يعيش الآلاف من منتسبي الجيش والشرطة السابقين في دول الجوار بوضع قانوني وأمني هش؛ حيث تم ترحيل أعداد كبيرة منهم لعدم حيازتهم وثائق رسمية، بينما يواجه الباقون خطر “الاغتيالات الصامتة” التي تلاحقهم حتى في دول اللجوء.










