في يوم وصفته القيادة في هرجيسا بأنه “فجر جديد”، كسرت جمهورية أرض الصومال (Somaliland) قيود العزلة الدولية المستمرة منذ عام 1991، لتصبح إسرائيل أول دولة عضو في الأمم المتحدة تعترف بها رسمياً كدولة مستقلة ذات سيادة.
ما هي “أرض الصومال”؟ (بطاقة تعريفية)
تعتبر أرض الصومال دولة ذات سيادة “بحكم الأمر الواقع” (De Facto) في القرن الأفريقي، وهي كيان يتمتع بكافة مقومات الدولة، إلا أنه ظل يفتقر للاعتراف القانوني الدولي لأكثر من ثلاثة عقود.
“حصري” بوابات الملاحة والقواعد السرية: لماذا اختارت إسرائيل صوماليلاند الآن؟
العاصمة: هرجيسا.
السكان: 6.2 مليون نسمة.
الموقع: تقع شمال غرب الصومال، وتطل على خليج عدن الاستراتيجي بالقرب من مضيق باب المندب.
نظام الحكم: جمهورية رئاسية ديمقراطية؛ تميزت بإجراء انتخابات تنافسية مستقرة (آخرها عام 2024)، مما جعلها نموذجاً للاستقرار مقارنة بجنوب الصومال.
دعم الانفصال، أرض الصومال هدف إسرائيل للسيطرة على باب المندب
الاقتصاد: يعتمد على صادرات الثروة الحيوانية، وتحويلات المغتربين، وأنشطة ميناء بربرة الاستراتيجي.
الجذور التاريخية: من المحمية إلى الانفصال
كانت المنطقة تُعرف قديماً بـ “محمية أرض الصومال البريطانية”، ونالت استقلالها في 26 يونيو 1960 (واعترفت بها إسرائيل حينها لفترة وجيزة). لكن بعد 5 أيام فقط، اتحدت مع “أرض الصومال الإيطالية” لتشكيل جمهورية الصومال.
تهجير الفلسطينيين إلى الصومال وأرض الصومال: تفاصيل مشروع “بوسطن الاستشارية”
وبعد عقود من التهميش والقمع في ظل نظام سياد بري، أعلن الإقليم استقلاله مجدداً في 18 مايو 1991 عقب انهيار الحكومة المركزية في مقديشو.
26 ديسمبر 2025: لحظة الاعتراف المتبادل
توجت أشهر من المفاوضات السرية بتوقيع إعلان مشترك في “روح اتفاقيات إبراهيم” بين رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، ووزير الخارجية جدعون ساعر، ورئيس أرض الصومال عبد الرحمن محمد عبد الله (عيرو).
بعد اعتراف إسرائيل.. تحرك مصري تركي صومالي جيبوتي مكثف لمواجهة “سابقة خطيرة” في القرن الأفريقي
ماذا يتضمن هذا الاتفاق؟
إقامة علاقات دبلوماسية كاملة بين تل أبيب وهرجيسا.
تعاون تقني وأمني واسع في مجالات الزراعة، التكنولوجيا، والصحة.
انضمام أرض الصومال لإطار “اتفاقيات إبراهيم” لتعزيز الاندماج الإقليمي.
خطة إماراتية لتهجير سكان غزة إلى أرض الصومال
ردود فعل متباينة: ابتهاج يقابله استنفار
بينما خرج الآلاف في شوارع هرجيسا للاحتفال برفع علمهم الوطني (الأخضر والأبيض والأحمر مع النجمة السوداء) معبرين عن نصر دبلوماسي تاريخي، سادت حالة من الغضب في العواصم المجاورة.
حيث أدانت مقديشو والقاهرة وأنقرة وجيبوتي هذه الخطوة، معتبرة إياها انتهاكاً لسيادة الصومال وتهديداً لسلامة أراضيه، ومحذرة من “تأثير الدومينو” الذي قد يشجع مناطق أخرى على الانفصال.
الأهمية الجيوسياسية
تأتي أهمية هذا القرار من الموقع الفريد لأرض الصومال، التي تعد حارساً لممر الملاحة الدولي في خليج عدن. وقد بدأت المنطقة بالفعل في جذب استثمارات ضخمة، أبرزها تطوير ميناء بربرة من قبل شركة موانئ دبي العالمية، ومذكرة التفاهم مع إثيوبيا في 2024 للحصول على منفذ بحري.
يبقى السؤال الأهم: هل سيكون اعتراف إسرائيل “حجر الزاوية” الذي سيشجع دولاً أخرى على الاعتراف بجمهورية أرض الصومال، أم أنه سيشعل فتيل صراع جديد في منطقة لا تتحمل المزيد من الاضطرابات؟










