في الساعات الأولى من صباح يوم الثلاثاء، بث التلفزيون الرسمي الإيراني لقطات قصيرة تظهر إسماعيل قاآني، قائد فيلق القدس التابع للحرس الثوري الإيراني، وهو جالس بصمت بين المشيعين لجثمان عباس نيلفوروشان، نائب قائد عمليات الحرس الثوري الإيراني الذي قُتل مؤخرًا.
لم يُكشف عن مكان تواجد قاآني خلال الأسبوعين الماضيين، ولكن البث أشار ضمنيًا إلى عودته إلى طهران مع جثة نيلفوروشان. الأخير كان مسؤولاً عن ملف لبنان بعد مقتل محمد رضا زاهدي في هجوم على القنصلية الإيرانية في دمشق، وقد قُتل مع شخصيات بارزة من حزب الله خلال الغارة الإسرائيلية في 7 أكتوبر على مركز قيادة حزب الله في جنوب بيروت.
خلال فترة غياب قاآني عن الأنظار، انتشرت شائعات حول مقتله أيضًا في غارة جوية إسرائيلية أثناء زيارته لبيروت، بالإضافة إلى تقارير زعمت أنه تم اعتقاله في طهران للاشتباه في كونه جاسوسًا لإسرائيل. في هذه الأثناء، تهربت الحكومة الإيرانية والحرس الثوري من تقديم أي تفسير حول مكانه ومصيره.
كانت آخر مرة شوهد فيها قاآني علنًا في الأول من أكتوبر، بعد يومين من مقتل حسن نصر الله، الأمين العام لحزب الله، في غارة إسرائيلية. وورد في ذلك الوقت أنه زار مكتب تمثيل حزب الله في طهران.
في أعقاب الاغتيالات المتعددة التي طالت قادة حزب الله، تُشير أصابع الاتهام إلى وجود تسلل إسرائيلي عميق داخل المنظمة. وفي الأسبوع الماضي، أفاد موقع ميدل إيست آي بأن قاآني اعتُقل ويخضع للاستجواب للكشف عن كيفية تمكن إسرائيل من تنفيذ عمليات قتل لكبار الشخصيات في حزب الله.
وفقًا لمصادر إيرانية نقلت عنها قناة سكاي نيوز عربية، يُزعم أن قاآني أصيب بنوبة قلبية أثناء الاستجواب، حيث تركز التحقيقات بشكل متزايد على رئيس مكتبه، إحسان شفيقي، وعلاقاته المحتملة مع إسرائيل.
فيما يتعلق بالتكهنات حول وجود قاآني في اجتماع مع خليفته المعين، هاشم صفي الدين، خلال قصف آخر في 3 أكتوبر، نفى مستشار القائد العام للحرس الثوري الإسلامي هذه الادعاءات، مؤكدًا أن قاآني “في صحة ممتازة” وأنه سيُكرم قريبًا بميدالية الشرف العسكرية من قبل المرشد الأعلى، علي خامنئي.
هذا التطور يأتي في ظل توترات متزايدة في المنطقة، مما يثير تساؤلات حول مستقبل الحرس الثوري وعلاقته بحزب الله في ظل التهديدات الإسرائيلية المتزايدة.