رحبت دراسة أجراها “معهد مراقبة السلام والتسامح الثقافي في التعليم المدرسي” (IMPACT-se)، وهو منظمة بحثية صهيونية، بإصدار نسخ منقحة من المناهج الدراسية في مصر، حيث تم حذف كل المواد والنصوص السابقة عن اليهود، أو تلك المتعلقة بمعاداة السامية.
من جهته، قال ماركوس شيف الرئيس التنفيذي للمعهد ، أن فحصا دقيقا تم لـ271 كتاباً مدرسياً تم إصدارها في طبعة العام الدراسي 2022/ 2023، في مواد اللغة العربية والتربية الإسلامية والدراسات الاجتماعية والتاريخ والجغرافيا والفلسفة، ظهرت تغييرات “جذرية”.
فقد جرى استبدال السمات السلبية التي كانت تصف اليهود بعدم الولاء والاحتيال والجشع وانتهاك العقود، بقيم التسامح والتعايش بين اليهود والديانات الإسلامية والمسيحية، وصورتهم على أنهم سواء في كامل الحقوق الدينية والمدنية.
كما تم إبراز المكاسب السياسية والاقتصادية لاتفاق السلام بين مصر و”إسرائيل” وصورت العلاقات على أنها “ودية تعاونية بين دول الجوار”.وحسب المعهد، يُطلب من الطلاب حفظ أحكام معاهدة السلام.
واستبدلت في المناهج مصطلحات مدينة “القدس” أو “بيت المقدس” بمدينة “أورشليم”، كما تبرز ارتباط اليهود بما يسمى “هيكل سليمان” على اعتبار أنه حق توراتي.
وتحاول المناهج الجديدة وضع الطلبة في حقيقة أن اليهود تعرضوا للظلم قبل 70 عاماً، وأنهم شعب بلا أرض، تعرضوا لأبشع جرائم القتل في تاريخ البشرية من خلال “الهولوكوست” الذي تسبب بمقتل 6 ملايين يهودي من قِبل النظام النازي في ألمانيا.
كما تمت إزالة مصطلح “الكيان الصهيوني” أو الدولة “غير الشرعية” من الكتب المدرسية، التي أقيمت بهدف التوسع على حساب الفلسطينيين، وتجنبت المناهج الجديدة إدراج خرائط تضع حدوداً لدولة إسرائيل، أو مناطق الدولة الفلسطينية.
ووفق المعهد، تأتي التعديلات في سياق خطة أعلن عنها الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي منذ عام 2018، وتستمر حتى عام 2030، وجرى تطبيقها في الصفوف الدراسية من الصف الأول وحتى الخامس الابتدائي، وستكون خطة العام 2023-2024 لتعديل المناهج من الصف السادس وحتى المرحلة الإعدادية.
وأشاد ماركوس شيف الرئيس التنفيذي للمعهد بجهود السيسي في إصلاح نظام التعليم في مصر، بالإشارة إلى أن امتلاك مصر لأكبر نظام تعليمي في الشرق الأوسط بـ25 مليون طالب، سيمثل مساهمة كبيرة في ظهور مجتمع جديد سيكون أكثر تسامحاً مع اليهود.
من جهتها، قالت داليت أتراكشي، رئيس العلاقات الدولية في وزارة التربية والتعليم الإسرائيلية، إنها ستعود “إلى وزارة التربية والتعليم في إسرائيل مع مجموعة من الأفكار لمشاريع مدرسية متعددة الأطراف وطويلة الأجل بشأن التعليم غير الرسمي للمجموعات الرياضية والموسيقيين” وتتمثل إحدى هذه الأفكار في مواءمة المناهج الدراسية بين الدول العربية وإسرائيل، وتنظيم مناقشات عبر الإنترنت بين الطلاب من العمر نفسه.
وقالت أتراكشي: “إنهم الجيل القادم من المدنيين الذين يمكنهم تحقيق تعاون حقيقي”، مضيفة أنه مع ذلك “سيكون من السذاجة للغاية القول إننا لسنا مضطرين للتغلب على العقبات أولاً، وقبل كل شيء التحيزات”، وسلطت الضوء على أهمية التفاعل الشخصي بين الطلاب.
وقالت: “المحادثات المباشرة هي وحدها القادرة على قتل الأفكار المسبقة”. لهذا، لا يمكن أن تكون هناك “طريقة أفضل من مقابلة النظراء في سياق غير متعارض مع أقل عدد ممكن من الوسطاء”.
الرأي نفسه يردده أحمد المنصوري العضو السابق في المجلس الوطني الاتحادي بدولة الإمارات العربية المتحدة، والذي قال: “نعتقد أنه لن يكون هناك سلام إذا كان هناك قتال بين دول مختلفة في المنطقة وخاصة بين العرب واليهود”.
مضيفاً: “نحن بحاجة إلى حل المشاكل في الشرق الأوسط باستخدام طرق حضارية مختلفة من الدبلوماسية، لأن جميع الأساليب المتبعة على مدى أكثر من سبعة عقود مضت كانت عديمة الجدوى “.