جدل حول قرار تعريب علوم الطب في جامعة الأزهر
أثار قرار نسب إلى الدكتور سلامة داوود، رئيس جامعة الأزهر، بالبدء في تعريب علوم الطب جدلا واسعا على مواقع التواصل الاجتماعي، بين مؤيدين يرون فيه خطوة هامة نحو استعادة الهوية العربية، ومعارضين يعتبرون أن هذه الخطوة قد تعيق التطور العلمي والتبادل المعرفي في المجال الطبي.
تفاصيل القرار
صدر القرار رسميا في 11 يناير 2025، ويقضي بتشكيل لجنة من قسم الطب النفسي بكلية الطب بجامعة الأزهر برئاسة الدكتور محمود عبد الرحمن حمودة، أستاذ الطب النفسي ورئيس قسم الطب النفسي الأسبق، للعمل على تعريب تخصص الطب النفسي أولا كخطوة تمهيدية لبقية التخصصات الطبية. كما نص القرار على أن يتم تنفيذه بالتعاون مع الجهات المختصة، لضمان سير عملية تعريب المقررات الدراسية بشكل دقيق وفعال.
ويستند القرار إلى مجموعة من القوانين والتشريعات مثل قانون إعادة تنظيم الأزهر رقم 103 لسنة 1961، والقرار الجمهوري رقم 250 لسنة 1975، بالإضافة إلى قانون الخدمة المدنية رقم 81 لسنة 2016.
مفاجأة بخصوص القرار
وبحسب ما صرح به الدكتور محمود صديق، نائب رئيس جامعة الأزهر للدراسات العليا والمشرف العام على مستشفيات الجامعة، فقد أكد أن قرار تعريب علوم الطب بجامعة الأزهر لا يزال “تحت الدراسة والمناقشة”. وأشار إلى أن اتخاذ قرار بتعريب العلوم الطبية هو “قرار دولة”، وأن القرار المتداول حول تعريب الطب النفسي لم يعرض عليه حتى الآن.
المراحل التالية
أكد الدكتور أحمد زارع، المستشار الإعلامي لجامعة الأزهر، أيضا أن قرار تعريب علوم الطب لا يزال تحت التجربة والدراسة، وأنه لم يبت فيه بشكل نهائي بعد. وأوضح أن الجامعة سترفع القرار إلى مشيخة الأزهر، والتي بدورها سترفعه إلى رئيس الجمهورية لاتخاذ قرار نهائي بشأنه.
تاريخ الفكرة
كانت فكرة تعريب العلوم الطبية قد طرحت لأول مرة في ديسمبر 2024، حينما تحدث الدكتور سلامة داوود، رئيس الجامعة، خلال الاحتفال باليوم العالمي للغة العربية بكلية الدراسات الإسلامية بفرع جامعة الأزهر في سوهاج. وأشار إلى أن معظم العلوم الطبية التي تدرس اليوم باللغة الأجنبية قد وضعت في الأصل باللغة العربية من قبل علماء المسلمين، مثل ابن سينا، وأن الوقت قد حان لاستعادة هذه الهوية العلمية عبر العودة إلى اللغة العربية.
كما دعا رئيس الجامعة إلى تعزيز اللغة العربية منذ الصغر، من خلال حفظ القرآن الكريم والأحاديث النبوية والمقاطع الشعرية، في إشارة إلى تراجع استخدام اللغة العربية في المدارس الأجنبية وانتشار اللغات الأجنبية في المجتمع.
التفاعل مع القرار
القرار أثار تفاعلا كبيرا على مواقع التواصل الاجتماعي، حيث أعرب بعض المستخدمين عن دعمهم للفكرة باعتبارها خطوة نحو استعادة الهوية الثقافية والعلمية للأمة العربية. في المقابل، عبر آخرون عن قلقهم من أن تعريب العلوم قد يؤدي إلى تراجع مستوى التعليم الطبي في مصر، خاصة في ظل تزايد استخدام اللغة الإنجليزية كلغة علمية عالمية.
مؤيدو القرار
يرى مؤيدو القرار أن تعريب علوم الطب خطوة ضرورية لاستعادة مكانة اللغة العربية كلسان للعلوم والمعرفة، وأن ذلك سيساهم في تطوير المناهج الدراسية وتلبية احتياجات الطلاب العرب. كما يؤكدون على أهمية الحفاظ على الهوية العربية والإسلامية في مجال التعليم.
معارضو القرار
في المقابل، يخشى معارضو القرار من أن يؤثر تعريب علوم الطب سلبا على جودة التعليم، وأن يؤدي إلى عزل الطلاب عن التطورات العلمية العالمية التي تتم باللغة الإنجليزية بشكل أساسي. كما يرون أن ترجمة المصطلحات العلمية قد تؤدي إلى فقدان الدقة العلمية.
مخاوف الطلاب
يخشى الطلاب من أن يؤثر هذا القرار على مستقبلهم المهني، وأن يواجهوا صعوبات في الحصول على فرص عمل في المستقبل، خاصة في الدول التي تعتمد اللغة الإنجليزية لغة أساسية في المجال الطبي.