تضارب الروايات حول مقتل جلحة رحمة الله
تضاربت الروايات حول ظروف مقتل جلحة رحمة الله، رئيس حركة شجعان كردفان والمنضم لمليشيا الدعم السريع، بين تصفيته من قبل المليشيا ومقتله في معارك مع الجيش السوداني. وتشير الروايات المتداولة إلى تفاصيل مختلفة حول الحادث، مما أثار جدلاً واسعاً حول ما حدث بالفعل.
رواية الدعم السريع: مقتل في المعارك
وفقاً لرواية قوات الدعم السريع، قُتل جلحة رحمة الله وشقيقه خلال إحدى المعارك مع الجيش السوداني. وأكد عمر جبريل، أحد قادة الدعم السريع، في تغريدة على منصة “إكس” (تويتر سابقاً)، أن القتال الذي أدى إلى مقتل جلحة دار يوم الثلاثاء، دون أن يحدد مكان المعركة بالضبط. وتشير هذه الرواية إلى أن مقتله جاء في إطار المواجهات العسكرية المستمرة بين الجيش السوداني ومليشيا الدعم السريع.
الرواية الأكثر تداولاً: تصفية بعد الانسحاب
في المقابل، تروي مصادر أخرى أن جلحة رحمة الله قُتل بعد انسحابه من محاور القتال في منطقة الجزيرة مع عدد من قواته، وتوجهه إلى مدينة بارا، حيث كان يتردد بين بارا وأم روابة قبل أيام قليلة من مقتله. وتشير هذه الرواية إلى أن جلحة وشقيقه تمت تصفيتهما من قبل مليشيا الدعم السريع في منطقة شرق النيل، وذلك بعد قراره بسحب قواته ورفضه الاستمرار في القتال في الخرطوم. وقد أثار مقتل جلحة اشتباكات عنيفة في منطقة شرق النيل بين قبائل المسيرية والماهرية، مما يدل على التأثير الكبير لشخصيته على الأرض وعلى تحالفات القبائل في المنطقة.
شخصية جلحة رحمة الله
يُعتبر جلحة رحمة الله أحد القادة الميدانيين البارزين في صفوف مليشيا الدعم السريع، وقد عُرف بخطابه الجدلي والفكاهي، حيث ظهر في عدة فيديوهات يتوعد فيها بملاحقة فلول نظام الرئيس المعزول عمر البشير والإسلاميين الذين حكموا السودان. وكان جلحة يقدم نفسه كقائد مستقل عن القرارات العامة للدعم السريع، مؤكداً أنه سيستمر في قتال الإسلاميين حتى لو تخلى عنهم قائد المليشيا، الفريق أول محمد حمدان دقلو (المعروف بحميدتي).
ردود الفعل والتحليلات
أثار مقتل جلحة تساؤلات حول الظروف الحقيقية لوفاته، حيث تساءل الصحافي محمد أزهري على صفحته بفيسبوك: “هل قُتل أم تمت تصفيته؟”، مطالباً الجيش السوداني بإصدار بيان يوضح تفاصيل المعركة التي قُتل فيها جلحة وشقيقه. وأكد أزهري أن مقتل جلحة يُعد انتصاراً للجيش السوداني، مشيراً إلى أن تأثيره لا يقل عن قادة بارزين آخرين مثل علي يعقوب والبيشي.
تطورات الحرب الأخيرة
شهدت الأيام الأخيرة تغيرات سريعة في موازين القوى بين الجيش السوداني ومليشيا الدعم السريع، حيث تمكن الجيش من تحقيق اختراقات عسكرية مهمة، خاصة في العاصمة الخرطوم. ففي الأسبوع الماضي، تمكن الجيش من فك الحصار عن مقرين رئيسيين له في الخرطوم، بالإضافة إلى استعادة السيطرة على مصفاة الجيلي ومناطق سكنية وعسكرية أخرى.
تظل ظروف مقتل جلحة رحمة الله محل جدل، حيث تقدم كل من الجيش السوداني ومليشيا الدعم السريع روايات متضاربة حول الحادث. بينما تؤكد مصادر مستقلة أن مقتله قد يكون نتيجة لتصفية داخلية بسبب قراره بالانسحاب من القتال، مما يعكس التوترات الداخلية داخل صفوف المليشيا. وفي كل الأحوال، يُعتبر مقتل جلحة حدثاً مهماً في سياق الحرب المستمرة في السودان، والتي تشهد تحولات سريعة في موازين القوى.