تظاهر الآف المصريين أمام معبر رفح البري اليوم الجمعة رفضًا للتهجير، وذلك بعد تصريحات الرئيس الأمريكي ترامب التي تطالب مصر باستقبال الغزيين.
وصول هؤلاء المتظاهرين إلى معبر رفح يشير إلى أن المظاهرة مدعومة حكوميًا، فلا يوجد تفسير آخر لذلك، لم تكن هناك مظاهرات للمطالبة بفتح المعبر أو وقف الحرب خلال 470 يومًا من الإبادة، إلا انها تقول بوضوح ان النظام والشعب المصري ضد التهجير .
وشهد معبر رفح الحدودي بين قطاع غزة ومصر اليوم الجمعة احتشاد آلاف المصريين، رفضًا لتهجير الفلسطينيين خارج بلادهم، وسط تواصل توافد حشود أخرى من محافظات عدة.
وكان السيسي، حليف الولايات المتحدة الرئيسي، قال الأربعاء خلال مؤتمر صحفي في القاهرة إن “ترحيل الشعب الفلسطيني وتهجيره هو ظلم لا يمكن أن نشارك فيه”.
وقال السيسي “لا يمكن أبدا التنازل عن ثوابت الموقف المصري التاريخي للقضية الفلسطينية”، لافتا إلى أنها “تشمل إنشاء الدولة الفلسطينية والحفاظ على مقومات تلك الدولة وبالأخص شعبها وإقليمها”.
وشدّد على أن موقفه يمثل موقف الشعب المصري.وأكد الملك عبد الله الثاني بشكل منفصل “موقف الأردن الراسخ بضرورة تثبيت الفلسطينيين على أرضهم ونيل حقوقهم المشروعة، وفقا لحل الدولتين”.
وقال وزير الخارجية الأردني أيمن الصفدي الأحد إن “الأردن للأردنيين وفلسطين للفلسطينيين”.منذ بدء الحرب بين إسرائيل وحماس في أكتوبر 2023، حذرت مصر والأردن من خطط لتهجير الفلسطينيين من غزة والضفة الغربية عبر حدودهما.
وفي حين اضطر غالبية سكان قطاع غزة المحاصر من إسرائيل والبالغ عددهم 2,4 مليون نسمة إلى النزوح بسبب الحرب، طرح الرئيس الأميركي السبت فكرة نقلهم إلى الأردن ومصر “لتطهير” القطاع على حد قوله.
وشبّه ترامب غزة بأرض “مهدمة” بعد دخول وقف إطلاق النار بين إسرائيل وحماس حيز التنفيذ، كاشفا أنه ناقش الوضع مع العاهل الأردني وسيثير المسألة مع نظيره المصري عبد الفتاح السيسي.
وكانت أحزاب سياسية مصرية قد دعت لوقفات شعبية أمام معبر رفح للتعبير عن التضامن مع الشعب الفلسطيني، ورفض محاولات تهجيره أو النيل من حقوقه المشروعة.
وشهدت مناطق متفرقة في مصر تحرك حافلات تقل أعدادًا كبيرة من المشاركين نحو محافظة شمال سيناء، حيث رفع المتظاهرون شعارات منها “لا لتهجير الشعب الفلسطيني” و”لا لتصفية القضية الفلسطينية”، إلى جانب أعلام مصر وفلسطين، وفق المركز الفلسطيني للإعلام.
وقالت قناة “النيل” للأخبار الحكومية: إن “حشودًا شعبية تتوافد إلى معبر رفح للتعبير عن رفضها لمخططات التهجير القسري للفلسطينيين”.
وأفاد مراسلون بأن “المئات من المصريين، لا سيما من القاطنين في مدينتَي الشيخ زويد والعريش القريبتين، توافدوا منذ الصباح إلى معبر رفح الحدودي”.
وأضاف أن المتظاهرين جاؤوا للتعبير عن رفضهم لتصريحات الرئيس الأميركي دونالد ترمب الذي دعا إلى تهجير الفلسطينيين من قطاع غزة إلى مصر والأردن.
وتداول ناشطون عبر مواقع التواصل الاجتماعي صورًا ومقاطع فيديو تظهر الأعداد الكبيرة المتجهة إلى معبر رفح، في خطوة وصفت بأنها تعبير عن رفض شعبي واسع لأي محاولات لتهجير الفلسطينيين أو المساس بحقوقهم المشروعة.
من جهته، أكد النائب المصري سيد سمير، عضو اللجنة العامة بمجلس النواب، أن الشعب المصري يُظهر اليوم، من خلال الحشود الغفيرة التي تجمعت أمام معبر رفح، وحدة وطنية غير مسبوقة في دعمه للقضية الفلسطينية ورفضه لأي محاولات لتهجير الفلسطينيين من أراضيهم.
ومساء الخميس، شهدت محافظات مصرية عديدة منها البحيرة، وكفر الشيخ، والغربية، وبور سعيد، والإسماعيلية، والشرقية، والقليوبية، وبني سويف، فعاليات رافضة لتهجير الفلسطينيين قبل توجه المشاركين إلى معبر رفح، بحسب وسائل إعلام محلية ومقاطع فيديو بمنصات التواصل.
وكان ترمب قد دعا في 25 يناير/ كانون الثاني الجاري، إلى تهجير فلسطينيي قطاع غزة إلى دول مجاورة مثل مصر والأردن، متذرعًا بـ”عدم وجود أماكن صالحة للسكن في قطاع غزة”، الذي أبادته إسرائيل طوال أكثر من 15 شهرًا.
وأكدت القاهرة رفضها القاطع لتهجير الفلسطينيين من بلادهم، وذلك وفق بيان للخارجية المصرية الأحد، وكلمة لرئيس مجلس النواب حنفي جبالي الإثنين، وكلمة لوزير الخارجية المصري بدر عبد العاطي بمجلس حقوق الإنسان الثلاثاء.
والأربعاء، شدد الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، في مؤتمر صحفي بالقاهرة على أن “ترحيل أو تهجير الشعب الفلسطيني ظلم لا يمكن أن نشارك فيه”، مؤكدًا عزم بلاده على العمل مع ترمب للتوصل إلى سلام قائم على حل الدولتين.
وأضيفت إلى ذلك، مواقف رافضة لمقترح ترمب من جهات عدة، بينها الأردن والعراق وفرنسا وألمانيا، وجامعة الدول العربية ومنظمة التعاون الإسلامي، والأمم المتحدة.
عاد الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، ليؤكد، الخميس، على أن مصر والأردن ستقبلان بمقترحه لاستقبال فلسطينيين من غزة رغم إعلان كل من القاهرة وعمّان رفضهما لنقل الفلسطينيين من القطاع.
ورفض الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي والعاهل الأردني عبد الله الثاني أي “تهجير قسري” لسكان غزة عقب الحرب بين حماس وإسرائيل بعد مقترح الرئيس الأميركي.
وعندما سئل ترامب عن رده على الرفضين المصري والأردني وما إذا كان يفكر بفرض رسوم جمركية على البلدين لدفعهما إلى ذلك، أجاب “سيفعلون ذلك”.وقال “سيفعلون ذلك.
نحن نفعل الكثير من أجلهم، وسيفعلون ذلك”.وبعد سريان وقف إطلاق النار بين إسرائيل وحماس في 19 يناير، طرح ترامب الأسبوع الماضي خطة لنقل مئات آلاف الفلسطينيين من غزة إلى أماكن “أكثر أمانا” مثل مصر أو الأردن.
وأعلن البيت الأبيض أن مبعوث ترامب إلى الشرق الأوسط ستيف ويتكوف أجرى زيارة نادرة لغزة هذا الأسبوع، في محاولة لدعم وقف إطلاق النار الهش. كما التقى ويتكوف رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو.