“وحدوه يا بهايم”، لفظ خارج عفوي نطق به أحد الحضور في سرادق عزاء مصري اثار السخرية علي مواقع السوشيال ميديا، حتي جاء الرئيس الامريكي دونالد ترامب وأعاد اللفظ في وجه الامريكيين بشكل مختلف، وقال إنه سيوقع أمرا تنفيذيا في وقت لاحق من يوم الخميس يوجه النائب العام بإنشاء فريق عمل يستهدف التحيز ضد المسيحيين داخل الحكومة الفيدرالية.
ودعا ترامب الأمريكيين الي التدين والعودة للعبادة والكنيسة ويقول :” لا يمكنك أن تكون سعيدًا بدون الدين.”فلنعيد الدين إلى حياتنا. فلنعيد الله إلى حياتنا”.
وقبيل الانتخابات، كان ترامب قد تعهد بحماية الحريات الدينية بشدة في حال انتخابه رئيسًا للولايات المتحدة، ودعا حينها الإنجيليين إلى التصويت بأعداد كبيرة في سباق البيت الأبيض لمساعدته على الفوز.وأضاف “الولايات المتحدة بدأت تحظى بالاحترام مرة أخرى في جميع أنحاء العالم”.
ويفيد تقرير نشرته صحيفة ذي إندبندنت البريطانية أن ترامب يحيط نفسه على الدوام بمجموعة ضيقة من رجال الدين الإنجليين، ويتساءل معدو التقرير ما إذا كان ترامب يتعلم منهم ويخضع لتأثير الدين؟
ويقول جوش دوزي وسارة بوليام بيلي وجولي زوزمر في تقريرهم إن هؤلاء الإنجيليين يمتدحون ترامب على مواقفه المحافظة اجتماعيا ولتعييناته القضائية ودعمه إسرائيل.
ويضيف التقرير أنه يبدو أن ترامب يستمتع بسماع قراءات القساوسة الدينية، وأن العديد منهم يصر على أن الرئيس “مسيحي مؤمن” غير أنه نادرا ما يظهر معتقداته الدينية.
وتشير الصحيفة إلى أن ترامب سخر مؤخرا من القراءات الدينية لسياسيين متدينين مثل رئيسة مجلس النواب (الكاثوليكية) نانسي بيلوسي، ومت رومني عضو مجلس الشيوخ عن طائفة المورمون، وأنه لا يرتاد كنيسة معينة في واشنطن، وقلما يحضر صلاة، رغم أنه يصف نفسه بأنه ينتمي لما تسمى الكنيسة المشيخية.
حضر رجال دين مراسم حفل تنصيب الرئيس الأمريكي دونالد ترامب داخل مبنى الكونغرس، حيث ألقوا خلاله خطابات وأدّوا صلوات أمام المدعوين.
وأقسم ترامب برفع يديه اليمنى على نسخة من الكتاب المقدس ورثها من والدته، خلال تنصيبه لمنصب الرئيس السابع والأربعين للولايات المتحدة.
وبدأ العمل رسمياً بتقليد حضور رجال الدين في مراسم تنصيب الرئيس الأمريكي، منذ حفل تنصيب الرئيس فرانكلين روزفلت في عام 1933، عندما تمت دعوة أول رجل دين لإلقاء صلاة خلال المراسم.
وقبل ذلك، لم يكن هناك التزام واضح بدعوة رجال الدين إلى المراسم، لكن الرؤساء كانوا يلتزمون بأداء القسم عل الكتاب المقدس، وهو تقليد بدأه الرئيس جورج واشنطن في أول حفل تنصيب عام 1789.
ودأب ترامب على التحذير من المخاطر التي يشكلها “الارهاب الاسلامي المتطرف”، وهو موقف ينظر اليه كثيرون على انه انتقاد مباشر للرئيس باراك اوباما الذي رفض باصرار استخدام هذا التعبير.
وهاجم ترامب اوباما وهيلاري كلينتون بوصفهما “مؤسسي” تنظيم الدولة الاسلامية، كما تشاجر علنا مع والدي عسكري امريكي مسلم قتل في العراق.
ودعا في مناسبات عدة الى فرض حظر مؤقت على دخول المسلمين الى الولايات المتحدة، كما دعا الى تأسيس قاعدة بيانات للمسلمين المقيمين في الولايات المتحدة.
يقول منتقدون إن هذه السياسات والمواقف تشير الى ان معاداة الاسلام تقع في قلب فلسفة ترامب السياسية.يقول خالد بيضون، الاستاذ في جامعة ديترويت، “من البداية الى النهاية، كشفت حملة 2016 الانتخابية عن ان مشاعر معاداة الاسلام ما زالت حية وقوية ومؤثرة سياسيا اكثر من اي وقت مضى.
بالنسبة لترامب، لم يكن ذم المسلمين وتحميلهم مسؤولية افعال ليست لهم علاقة بها مجرد شعار انتخابي بل كان عبارة عن استراتيجية اعتمدها بنجاح.”ولم يفعل ترامب الكثير في اغلب الاحيان لتبديد هذا الاستنتاج، فقد قال في مقابلة اجريت معه في آذار م مارس 2016 “أظن ان الاسلام يكرهنا.”
ولكنه اتخذ في مناسبات اخرى موقفا اكثر اعتدالا، داعيا للتفريق بين المسلمين بشكل عام والقلة من “الناس السيئين والخطرين” الذين يعتنقون ايضا الدين الاسلامي.فقد قال في ايلول / سبتمبر 2016 “أحب المسلمين، واعتقد انهم بشر رائعون.”
واذا كانت الادارة الامريكية هي انعكاس للزعيم الذي يجلس في المكتب البيضاوي، فلا ينبغي ان يفاجأ احد بأن آراء ترامب المتناقضة حول الاسلام تجد صداها في فريق المستشارين الكبار الذين عينهم والذين يحيطون به.
وفي حين ينسب الكتّاب إلى ترامب قوله إن الكتاب المقدس هو كتابه المفضل، غير أنهم يقولون إنه رفض ذكر نص في الإنجيل يحمل معنى خاصا له، مضيفين أنه قال عدة مرات إنه لا يحب أن يطلب المغفرة من الله، رغم أن هذا الطلب يعتبر تقليديا جزءا أساسيا من الإيمان المسيحي.
ويشير التقرير إلى أنه ليس هناك ما يشير إلى أن ترامب انخرط في أي ممارسة دينية مسيحية بانتظام في مقابلاته مع العديد من الزعماء الدينيين والمراقبين.
كما أن ترامب -بدلا من إنشاء مجلس استشاري ديني يضم مختلف المعتقدات- اختار إنشاء مجلس استشاري إنجيلي، دون أعضاء من الكاثوليك أو البروتستانت أو اليهود أو المسلمين أو الديانات الأخرى.
ويقول جوني مور أحد القادة غير الرسميين لهذا المجلس الاستشاري إن ترامب يتحدث “عدة مرات في الأسبوع” مع مستشارين روحيين بما في ذلك غراهام فرانكلين (مستشار ديني بالبيت الأبيض) وبولا وايت (داعية تلفزيونية من فلوريدا وأصبحت موظفة بالبيت الأبيض) وجينتسن فرانكلين (راعي جورجيا) وجاك جراهام (راعي تكساس).
وتشير الصحيفة إلى أن ترامب لا يتحدث بانتظام عن الدين مع العديد من مستشاريه الذين قالوا إنهم يعرفون القليل عن كيفية رؤية الرئيس “للرب”.
وقد حثه المساعدون والمؤيدون -بمن فيهم نائبه- على التوقف عن قول “اللعنة” وهي كلمة مسيئة بشكل خاص لبعض المسيحيين، وقد انزعج البعض جراء استخدام ترامب للألفاظ النابية بالمكتب البيضاوي.
ويقول التقرير إنه يبدو أن معظم علاقات ترامب الحالية مع القساوسة الإنجيليين قد تطورت فقط عندما فكر في الترشح للرئاسة، وإنه غير بعض معتقداته السنوات الأخيرة، بما في ذلك تحوله لمعارضة الإجهاض.
ويقول العديد من القساوسة، فضلا عن اثنين من المسؤولين السابقين بالبيت الأبيض، إنهم لم يروا ترامب قط يصلي أمام الآخرين.
وبدلاً من ذلك، يطلب ترامب بانتظام من نائبه مايك بينس أو أحد أعضاء حكومته الإنجيليين أن يصلي.ويفيد هؤلاء المساعدون أن ترامب لا يستشهد بالله بانتظام عند اتخاذ قراراته، وأنهم لم يروه أبدا يفتح الكتاب المقدس.











