قرار بتعيين يوسف سعيد عبود الهجر عضوا في اللجنة التحضيرية لمؤتمر الحوار الوطني السوري
في خطوة أثارت جدلا واسعا، أصدر الرئيس الانتقالي السوري أحمد الشرع، يوم الخميس 13 فبراير 2025، قرارا بتعيين يوسف سعيد عبود الهجر عضوا في اللجنة التحضيرية لمؤتمر الحوار الوطني السوري. وقد اعتبر مراقبون أن تعيين الهجر يشكل وجها متشددا في اللجنة، ويعكس تعزيز تأثير “هيئة تحرير الشام” على مجريات الحوار الوطني.
يوسف سعيد عبود الهجر، المعروف أيضا بلقب “أبو البراء الشامي” أو “أبو البراء شحيل”، هو شخصية بارزة في التنظيمات الجهادية في سوريا. ينحدر الهجر من منطقة الشحيل في ريف دير الزور الجنوبي الشرقي، ويحمل الجنسية القطرية. يعد من المقربين لمؤسس جبهة النصرة، مظهر الويس، وشارك معه في تأليف كتاب “العلامات الفارقة في كشف دين المارقة”، الذي يعكس الفكر الأصولي الراديكالي المتطرف.
كان يوسف الهجر عضوا في مجلس شورى تنظيم القاعدة الإرهابي لفترة طويلة، وعمل منسقا بين القاعدة وتنظيم داعش في العراق. قام بمبايعة أبو بكر البغدادي، زعيم تنظيم داعش، في دير الزور. كان أيضا قريبا من العديد من الشخصيات البارزة في القاعدة وداعش، مثل أبو محمد العدناني وأبو ذر وأبو صهيب العراقي. شارك الهجر في العديد من العمليات الإرهابية، بما في ذلك اختطاف نشطاء حقوقيين وتصفيات وإعدامات ميدانية، من بينها إعدام عمه فرحان عبود الهجر بتهمة تعاونه مع جماعة الإخوان المسلمين.
تتعدد جوانب حياة الهجر المثيرة للجدل، فقد كان له دور في الانقلاب على أبو ماريا القحطاني، أحد القيادات البارزة في هيئة تحرير الشام. هذا الانقلاب أدى إلى مقتل القحطاني في انفجار تم تنفيذه في منطقة سرمدا بريف إدلب في 4 إبريل 2024، والذي تم التخطيط له من قبل رئيس الاستخبارات في الإدارة السياسية السورية الجديدة، أنس خطاب.
كان يوسف الهجر لاعبا رئيسيا في العلاقات الاستخباراتية لهيئة تحرير الشام مع المخابرات التركية والفرنسية والقطرية. لعب دورا بارزا في اتفاق المدن الأربع في العاصمة القطرية الدوحة في 2017، والذي نص على إجلاء مقاتلين من المعارضة السورية من الزبداني ومضايا نحو إدلب، وكذلك إجلاء مقاتلين موالين لنظام الأسد وحزب الله من الفوعة وكفريا إلى منطقة الراشدين في حلب.
يعد يوسف الهجر أحد الأذرع المالية لهيئة تحرير الشام، حيث قام بفتح مشاريع تجارية ضخمة في تركيا مع إخوته حمد وخضر الهجر. وكانوا يعملون لسنوات على شراء ذمم بعض وجهاء العشائر، بهدف استمالتهم إلى صف الهيئة.
على الرغم من ماضيه الدموي، شارك يوسف الهجر في مؤتمرات سياسية هامة بعد سقوط نظام الأسد المخلوع في ديسمبر 2024. في 30 يناير 2025، حضر مؤتمر “انتصار الثورة السورية” في قصر الشعب بدمشق، الذي نتج عنه تنصيب أحمد الشرع رئيسا للمرحلة الانتقالية المؤقتة.
هناك تداول في الأوساط السياسية حول احتمال تولي يوسف الهجر منصب نائب رئيس الجمهورية في سوريا في المرحلة المقبلة، وهي فكرة تثير المزيد من الجدل، خاصة في ضوء ماضيه المتشدد وعلاقاته مع التنظيمات الإرهابية.
إن تعيين يوسف سعيد عبود الهجر في اللجنة التحضيرية لمؤتمر الحوار الوطني السوري يثير العديد من الأسئلة حول توجهات الإدارة الانتقالية الجديدة، لا سيما مع خلفيته المتشددة وعلاقاته المتشابكة مع تنظيمات جهادية ودول إقليمية. يبقى أن ننتظر المزيد من التطورات في هذا السياق، مع ترقب كيف ستؤثر هذه الخطوة على مستقبل الحوار الوطني السوري والعملية السياسية في البلاد.