أحداث مدينة الصنمين في ريف درعا – 5 مارس 2025
شهدت مدينة الصنمين في ريف درعا ليلة حافلة بالاشتباكات العنيفة في يوم الأربعاء 5 مارس 2025، إثر حملة أمنية مكثفة شنّتها قوات الحكومة السورية الجديدة بقيادة أحمد الشرع ضد مجموعة مسلحة بزعامة محسن الهيمد، في تصعيد يعيد إلى الأذهان أجواء الحرب الأهلية التي شهدتها سوريا لعقد من الزمن.
خلفية الأزمة: جذور الصراع في درعا
تعود جذور هذا الصراع إلى البنية الأمنية المعقدة التي خلفها النظام السابق في المنطقة، حيث كان محسن الهيمد يشغل منصبًا قياديًا في فرع الأمن العسكري التابع لنظام الأسد قبل سقوطه، وبعد ذلك تحول إلى زعيم ميليشيا محلية تسيطر على أجزاء من الريف الجنوبي. تضم مجموعة الهيمد نحو 200 عنصر يُتهمون بتجارة المخدرات وارتكاب جرائم أخرى.
وبحسب تقارير وزارة الداخلية السورية، فإن الهيمد يشرف على العديد من الأنشطة الإجرامية التي تشمل تهريب المخدرات عبر الحدود الأردنية وتنفيذ عمليات اختطاف ضد المدنيين. وفي المقابل، تؤكد السلطات المحلية أن هذه العمليات تمثل تهديدًا مباشرًا لأمن المنطقة وسلامتها.
تفاصيل الاشتباكات: معارك الشوارع تعود إلى درعا
بدأت المواجهات في تمام الساعة 22:05 بالتوقيت المحلي عندما حاولت قوات الأمن الخاص التابعة للحكومة السورية تنفيذ عملية تطويق لمنزل الهيمد في الحي الغربي بالصنمين. ووفقًا لشهود عيان، استخدمت الميليشيا قنابل آر بي جي-7 ضد الدبابات المدرعة من نوع T-72 التي كانت تشارك في العملية، بينما ردّت القوات الحكومية بـ قصف مدفعي مكثف.
وأشار أبو محمد (50 عامًا)، أحد سكان الصنمين، إلى الوضع قائلاً: “الوضع يشبه حربًا أهلية مصغرة، الدخان يغطي السماء والأصوات تفوق تحمّل البشر”. مشيرًا إلى حجم الدمار الذي شهدته المدينة أثناء المواجهات.
تعزيزات عسكرية وأسلحة ثقيلة
وفي أعقاب الاشتباكات، وصلت تعزيزات عسكرية إلى إدارة الأمن العام في الصنمين. وتم استخدام الدبابات للمرة الأولى منذ سقوط نظام الأسد، إضافة إلى الأسلحة والرشاشات الثقيلة. وأفادت مصادر ميدانية أن القوات الحكومية استخدمت أيضًا أنظمة الحرب الإلكترونية بهدف شلّ اتصالات الميليشيا بشكل كامل.
مستقبل الأمن في سوريا الجديدة
تشير التطورات الأخيرة إلى اختبار حقيقي لقدرة الحكومة السورية الجديدة على فرض سيادتها الأمنية على الأراضي التي ظلت تحت سيطرة الميليشيات المحلية منذ اندلاع الحرب الأهلية. فبالرغم من القضاء على العديد من بؤر التوتر في سوريا، تبقى درعا إحدى أبرز المناطق التي تشهد صراعًا مستمرًا بين القوات الحكومية والمجموعات المسلحة المحلية.
ويقول المراقبون إن هذه الأزمة قد تكون بداية مرحلة جديدة من محاولات الحكومة السورية لاستعادة الاستقرار الأمني على الأرض، لكنها في الوقت ذاته قد تؤدي إلى مزيد من الانقسامات والصراعات الداخلية في ظل احتدام المعركة بين الأطراف المختلفة على السلطة.