تصاعد العمليات العسكرية في الساحل السوري وزيادة عدد اللاجئين إلى لبنان
في ظل تصاعد العمليات العسكرية في منطقة الساحل السوري، وصل نحو 6 آلاف سوري إلى محافظة عكار شمالي لبنان هربًا من المعارك العنيفة التي تدور هناك. ووفقًا لتصريحات محافظ عكار، عماد اللبكي، فقد أفاد لمراسلة “الحرة” بأن هؤلاء اللاجئين ينتشرون حاليًا على عدة قرى في المنطقة. وأشار اللبكي إلى أن النزوح لم يقتصر على السوريين فقط، بل شمل أيضًا نحو 40 عائلة لبنانية كانت تعيش في مناطق الساحل السوري، لتضاف إلى الأعداد الكبيرة من اللاجئين الفارين من مناطق النزاع.
وفي الوقت نفسه، أطلقت المنظمات الإنسانية، مثل المفوضية العليا للاجئين في لبنان، وبرنامج الأغذية العالمي، واليونيسف، والصليب الأحمر اللبناني، عمليات إغاثة عاجلة للمساعدة في تقديم الدعم الأساسي لهؤلاء اللاجئين. وتتضمن المساعدات المقدمة الطعام الجاهز، والبطانيات، والملابس، والمستلزمات الضرورية للنظافة، لتلبية احتياجاتهم في ظل الظروف الصعبة التي يمرون بها.
في سياق متصل، كشف تقرير الشبكة السورية لحقوق الإنسان عن مقتل 779 شخصًا منذ 6 مارس حتى اليوم الاثنين، جراء العمليات العسكرية في الساحل السوري، وهو ما يرفع الحصيلة الكلية للقتلى في الأيام الأخيرة إلى 973 شخصًا، بحسب المرصد السوري لحقوق الإنسان. ووفقًا للتقارير، فإن القتلى معظمهم من المدنيين الذين قضوا جراء القصف العنيف والتصفيات الجارية على الأرض.
تسود حالة من القلق في المناطق اللبنانية القريبة من الساحل السوري، حيث تواصل السلطات في طرابلس وغيرها من المدن اللبنانية التحقق من وصول المزيد من اللاجئين السوريين، وسط توقعات بزيادة أعداد النازحين في الأيام القادمة.
وكانت وزارة الدفاع في الإدارة الانتقالية السورية قد أعلنت في وقت لاحق عن انتهاء العملية العسكرية في الساحل بعد تحقيق “هدفها”، مشيرة إلى أنه تم التوصل إلى “عودة الحياة الطبيعية” في المنطقة، مع تأكيدها على العمل على ترسيخ الأمن في المنطقة. لكن هذه التصريحات لم تخفف من حدة المأساة الإنسانية التي يعيشها آلاف المدنيين الذين هربوا من الصراع، ويواصلون البحث عن الأمان في الأراضي اللبنانية.
وفي ظل استمرار التوترات في الساحل السوري، يبقى الوضع الإنساني في لبنان في مواجهة تحديات كبيرة، في وقت تعمل فيه المنظمات الإنسانية على توفير مساعدات فورية، وسط مخاوف من تفاقم الأزمة في المستقبل القريب.