جمال الشرع في حضرة شيخ عشائري محسوب على إيران يثير جدلاً واسعاً في سوريا
سجل مساء الأربعاء 17 أبريل 2025، الظهور العلني الأول لـ جمال الشرع، الشقيق الثالث للرئيس السوري أحمد الشرع، في مضافة شيخ عشيرة المراسمة فرحان المرسومي، أحد أبرز الشخصيات العشائرية المعروفة بولائها التاريخي للنظام السوري السابق، وبقربه من إيران ومليشياتها الناشطة في سوريا.
لحظة الظهور:
وثق الحضور مشهداً رمزياً أثار الكثير من الجدل، حيث ظهر جمال الشرع جالساً إلى جانب الشيخ فرحان المرسومي، الذي ألبسه عباءة عشائرية في تقليد يُفسر على أنه نوع من القبول والاحتضان العشائري. عقب ذلك، أقيمت وليمة إفطار فاخرة شارك فيها أيضاً وزير الثقافة السوري محمد صالح، مما أضفى على الحدث طابعاً رسمياً وسياسياً.
قال وزير الثقافة محمد صالح: “في كل يوم يُطلب مني مئات الصور مع الناس. ولا أستطيع أن أكشف عن صدور الناس وأعرف مشاربهم وانتماءاتهم”.
وأضاف: “أريد أن أعتذر للشعب السوري العظيم عن أي صورة – غير مقصودة – مع أي شخص محسوب على النظام البائد”.
أبعاد اللقاء وخلفياته:
يُعد الشيخ فرحان المرسومي من أبرز رموز العشائر الذين دعموا نظام بشار الأسد علناً خلال الثورة، وله علاقات وثيقة مع طهران والمليشيات الإيرانية في المنطقة الشرقية من سوريا. وقد شكل ظهوره مجدداً إلى جانب رموز من النظام الجديد صدمة للعديد من السوريين، خاصة وأن العهد الجديد بقيادة أحمد الشرع كان قد تعهد بفك ارتباطه عن تحالفات النظام السابق.
وبحسب ناشطين وتقارير موثقة، فإن المرسومي متورط في أنشطة مشبوهة من بينها تجارة الحبوب المخدرة وتهريب السلاح، بالتعاون مع الفرقة الرابعة بقيادة ماهر الأسد، ومجموعات من حزب الله اللبناني. كما أنه أشرف على شبكة تهريب بين سوريا والعراق عبر معبري “القائم” و”السكك الإيراني”.
قبيل سقوط النظام السابق، تقدم المرسومي بطلب لإنشاء شركة نقل نفط خاصة، تستورد الخام من مناطق سيطرة قوات سوريا الديمقراطية إلى الساحل، وهي خطوة وُصفت بأنها محاولة للهيمنة على موارد الاقتصاد الحربي تحت غطاء عشائري.
غضب واسع في الشارع السوري:
فور تداول صور ومقاطع اللقاء، اشتعلت منصات التواصل الاجتماعي بانتقادات واسعة، لا سيما في أوساط المعارضة، التي اعتبرت اللقاء بمثابة “إعادة تدوير للنفوذ الإيراني” عبر واجهات عشائرية. كما وصف البعض الظهور بأنه محاولة لـ “تطمين العشائر الموالية لإيران” شرق سوريا.
وفي حين اعتبره آخرون “خطوة غير موفقة” تكرس استمرار النهج القديم، رأى محللون أن اللقاء يشكل “مناورة سياسية محفوفة بالمخاطر” قد تثير شكوكاً حول استقلالية الرئيس الجديد عن إرث النظام السابق وتحالفاته الإقليمية.










